مدينة معلولا في سوريا
مدينة معلولا
تقع مدينة معلولا السورية في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة السورية دمشق، وتحديداً بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية الثانية والثالثة في أحضان القلمون، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 1500 م تقريباً، وتتبع إدارياً لمنطقة القطيفة الواقعة في قلب محافظة ريف دمشق. وتتأثر المدينة بالمناخ المؤثر في كافة المناطق المرتفعة في بلاد الشام، فيكون شتاؤها قارس البرودة وتكسو قممها الثلوج غالباً، أما صيفها فيكون معتدلاً وبحكم موقعها فوق سفوح الجبال فإنّها تمنح المُشاهد مُتعة كبيرة بما ترسمه بيوتها من لوحة متدرجة متراكبة فوق بعضها البعض.
تسمية معلولا
تشير تسمية مدينة معلولا وفقاً للغة الآرامية إلى المدخل، وقد حملت عدة مُسميات على مرّ التاريخ، منها: سلوكية الشام أو سلوقية قلمون، وأشار إليها الأب باريزو باسم معلولا في كتابه لسان معلولا إلى أنّها المدينة الغنية الجميلة، أما اليونانيين والرومانيين فقد أطلقوا عليها اسم سكوبولوسا أي الموعرة المحجرة.
تاريخ معلولا
تٌعّد المدينة من المُدن التاريخية المأهولة قديماً بين المدن السورية إذ شيّدها الآراميون في الألفية الأولى قبل الميلاد وتحتضن عدداً من المعالم التاريخية والأثرية التي تروي تعاقب السنين عليها منذ لحظة نشأتها، فيشاهد الزائر عدداً من الأديرة والكنائيس القديمة، والكهوف الطبيعية والاصطناعية التي يرجع تاريخ تشييدها إلى العصر الحجري، وكان سُكانها يتخذون منها مقراً للعبادة والمأوى ودفن الموتى، كما يتضمّن بعضها على مقابر صخرية مُشيّدة على هيئة صفوف.
يٌذكر بأنّ للمدينة ارتباط وثيق بأسطورة أول قديسة مسيحية (تقلا) تلميذة بولس الرسول والتي قد أُجبرت على الهروب من أبيها الوثني بعد تركها ديانة أبيها فأرسل الجنود لتتبعها وقتلها لارتدادها عن الدين، وعند بلوغها الجبل أُغلق الطريق عليها فأُجهشت بالبكاء ووجهت يديها نحو السماء طالبة من الرب مساعدتها فاستجاب لها وشّق الجبل وتمكنت من النجاة، وقد لجأت إلى مغارة من مغارات جبال معلولا وأخذت تشكر الله وتحمده على ما نجاها منه.
المعالم في معلولا
- دير القديسين سركيس وباخوس: ويرجع تاريخ تشييده إلى القرن الرابع الميلادي وقد شُيد على أطلال معبد وثني حمل اسم القديس سركيس المغدور به في عهد الملك مكسيمانوس سنة 297م هذا وقد تمكّن الدير من الاحتفاظ بعراقة طابعه التاريخي.
- ممر معولا الصخري: تنفرد المدينة بوجود طريق مشقوق في صلابة الجبال ليوصل إليها، هو ممرٌ بالغ الضيق يصل بين طرفي الجبل ويحظى عابر هذا الممر بإمكانية التزوّد بالماء، كما توجد فيه غرف وخلوات منحوتة في الصخور فوق مستويات متفاوتة.