مدينة طنطا قديماً
مدينة طنطا قديماً
تعتبر مدينة طنطا في عصرنا الحالي عاصمة للمحافظة الغربية في الجمهورية العربية المصرية، وتتميز بموقعها الجغرافي حيث تقع في قلب دلتا النيل لذلك تعتبر من أكثر المدن كثافة سكانية، وبشكل عام فإنّ أهميتها زادت بعد أن استقر فيها القطب الكبير السيد أحمد البدوي شيخ الأحمدية، وللتعرف على هذه المدينة العريقة خصصنا هذا المقال للتحدث عن تاريخها.
تاريخ مدينة طنطا
عهد الفراعنة
طنطا هو اسم قديم يعود لآلاف السنين حيث أطلق عليها الفراعنة مصطلح تناسو، وهي من بلاد المقاطعة الخامسة المهمة والواقعة في مقاطعات الوجه البحري في مصر الفرعونية، وفيها قرية خرسيت الفرعونية حيث أطلق عليها لفترة اسم خورست أي أرض عبادة الإلة ست-إله الشر.
عهد الإغريق
سمّوها الإغريق في القرن الرابع قبل الميلاد بتانيتاد، ولما خضعت مصر تحت سيطرة الرومان تمَّ تعيين مجلس أعيان لها واشتهرت قرية تلبنت قيصر فيها لأنّها كانت تحتوي على قلعة لجيش الرومان، وعُرفت باسم طنتثنا آنذاك ثم أطلق عليها في العصر البيزنطي طو مع العلم أنَّ الأقباط كانوا يدعونها طنيطاد.
الفتح الإسلامي
تميزت مدينة طنطا قبل الإسلام بأنها أسقفية كبيرة لها مركز سام مستقل عن السلطة البطريركية، وبحلول العصر الإسلامي تحولت إلى حكمدارية بها دار الحاكم وعساكره وامتلأت بالسكان والأسواق والجوامع مثل جامع البوصة والمرزوقي، مع العلم أن اسمها أصبح طنتدا بعد الفتح الإسلامي عام 641م، وبقدوم الخليفة المستنصر حدثت تغييرات كثيرة في حدود الأقسام الإدارية في القطر المصري، فألغى الخليفة عدداً من الأقاليم وجعل الوجه البحري من أهم الأقاليم وسمّاه الطندتاوية نسبة إلى طنتدا، بينما أطلق عليها الفاطميون طندنا واتخذوها قاعدة للإقليم الجديد الطندتاوية ونصبوا حاكماً عليها.
عهد الأيوبيين
ازداد اهتمام القائد الأيوبي صلاح الدين بها خلال العصر الأيوبي، واتسع عمرانها إلى حد كبير فإصبحت قرية كبيرة تحتوي على حوالي 100 فدان من الأرض بحلول القرن الثامن الهجري، وتغير اسمها من طنتدا إلى طنت ثمّ أعاد السلطان الأشرف شعبان بن حسين تقسيم الدلتا إلى إقليم الغربية الجديد الذي اشتمل على أراضي وسط الدلتا، واتخذ المحلة الكبرى عاصمة له ثمَّ أطلق على طنت مصطلح طنتا وضمها إلى إقليم الغربية، بعد ذلك عين محتسب فيها حتى يشرف على النواحي الدينية، والتربوية، والأخلاقية، والتعليمية، والاقتصادية في القرية.
الاحتلال الفرنسي
تم تعديل الحدود الإدارية في المدينة زمن الاحتلال الفرنسي، حيث أصبح عدد أقاليمها ثمانية بعد إلغاء وضم العديد من الأقاليم إلى بعضها، كما أُضيف إلى إقليم الغربية عدد من مساحات الأراضي المجاورة له، وتولى المنوفية طنتا وأطلقوا عليها طنطه اسمها الذي استخدمه المصريين حتى يومنا هذا.