مدينة البيضاء في اليمن
مدينة البيضاء في اليمن
تتبع مدينة البيضاء محافظة البيضاء وتقع في وسط اليمن إلى الناحية الجنوبية الشرقية من العاصمة صنعاء، يفصلها عنها حوالي 268كم، وتمتد مساحتها على حوالي 306.3كم2، وترتفع عن سطح البحر 1800م، أمّا تعدادها السكاني فقدر بحوالي 29.853 فرد تبعاً لإحصائيات عام 2004م، وكانت تعرف فيما مضى باسم نقشوم، واحتلت مكانة تاريخية مهمّة لكونها عاصمة سرو مذحج إحدى المخاليف اليمنية القديمة والتي تعرف الآن باسم حصى، وبقيت تحتلّ هذه المكانة حتى نهايات القرن العاشر للهجرة.
تاريخ البيضاء
تمكّن سلاطين آل الرصاص من فرض سيطرتهم على المدينة وحكمها حتى تمّت هزيمتهم على يد الإمام يحيى حميد الدين أحد أئمة المملكة المتوكلية اليمنية في نهايات عام 1930م بمساعدة من المندوب السامي البريطاني في اليمن، وتم تعيين آل الرماح كمشايخ المدينة، في حين هرب آل الرصاص إلى مدينة مسورة وبدؤوا بمقاومة قوات المملكة المتوكلية من هناك.
بقيت أوضاع المدينة في حالة من عدم الاستقرار الأمني إلا حين تمكنت القوات البريطانية من أسر السلطان حسين بن أحمد الرصاص أثناء عودته من الحج في عدن، وتسليمه إلى الإمام أحمد يحيى حميد الدين، فسجنه حتى أفرج عنه في أعقاب ثورة عام 1962م التي ساهمت في قيام الدولة العربية اليمنية، وعندها عيّن كمحافظ لمدينة البيضاء.
موقع ومناخ البيضاء
تقع المدينة في وادٍ منخفض وتحاط بمجموعة من الجبال من جهاتها الأربعة، حيث تطلّ جهتها الشرقية على جبل الفريدومن، وتطل جهتها الغربية على جبل حربي، بينما تطلّ جهتها الشمالية على جبل القلعة والجنوبية على جبل العظيمية، واخترق المدينة فيما مضى نهر الفريد الذي كان ينبع من أعالي جبل الضيق، إلا أنه جف بسبب تراجع مستويات الأمطار على الجبل.
أما مناخ المدينة فيمتاز باعتداله في فصل الصيف وبرودته في فصل الشتاء خاصةً في المناطق الجبلية العالية، أما المناطق الصحراوية منها فتسودها الأجواء الحارّة خلال فصل الصيف مع اعتدالها خلال النهار في فصل الشتاء وبرودتها ليلاً.
المعالم الأثرية والتاريخية في البيضاء
من أشهر معالمها التاريخية الجامع الكبير، وجامع الرباط ويعدّ مركزاً مهماً لتلقي العلوم الدينية،، والقلعة القديمة الموجودة أعلى المدينة، ومقبرة الشعب، بالإضافة إلى مدرسة العامرية التي تعتبر تحفة فنية من الفن المعماري الإسلامي القديم، ويسود المدينة طابع معماري مميز يتمثل في البناء الحجري في الطوابق السفلى والبناء من الطين في الطوابق العليا، كما تنتشر فيها عدد من البِنايات المبنية بالكامل من الحجر بأسلوب مميّز غير موجود في سواها.