مدينة قرطاج التاريخية
مدينة قرطاج التاريخية
تقع مدينة قرطاج في الشمال الشرقي من الجمهورية التونسية على بعد 15كم من عاصمة الجمهورية بالقرب من مدينة تونس، يحدها من الشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال بلدية سيدي أبي سعيد، ومن الغرب بلدية المرسى، ومن الجنوب بلدية الكرم، ويبلغ امتداد شريطها الساحلى حوالي 3كم.
مناخ والمساحة قرطاج
يتميّز مناخ مدينة قرطاج بأنّه متوسطي مع العلم أنّه يختلف عن مناخ عاصمة الجمهورية التونسيّة، فهو لطيف في فصل الشتاء وبارد في فصل الصيف لذلك يزورها ما يقارب مليون سائح سنوياً، وتقدر مساحة المنطقة بحوالي 640 هكتار، بينما تبلغ مساحة المناطق الأثرية فيها 407 هكتارات أي 63.58% من المساحة الإجمالية.
تأسيس قرطاج
قامت الأميرة الفينيقية الشهيرة بلقب عليسة (أليسا أو أليسار) بتأسيس مدينة قرطاج عام 814ق.م كما ورد في روايات المؤرخين القدماء. ويُقال أنَّ الأميرة آنذاك جاءت هاربة من أخيها مع أصحابها من مدينة صور الواقعة في الجمهورية اللبنانية إلى أراضي منطقة قرطاج، بعد ذلك سموا المدينة ” قرْتْ حَدَشْتْ ” بمعنى “المدينة الجديدة” ثمَّ تحول المصطلح إلى اسم “قرطاج” عندما تمَّ نطقه باللغة اللاتينية.
تاريخ قرطاج
قرطاج الرومانية
أُعيد بناء مدينة قرطاج عندما أصبحت تابعة إلى الإمبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور أغسطس في آخر القرن الأول، الأمر الذي أدَّى إلى تزويد المدينة بالمباني التحتية الحضرية، والعمومية، والدينية، والمدنية والفخمة، وبفعل هذا التوسع العمراني غدت مدينة قرطاج عاصمة ثقافية وفنية وإدارية لمقاطعة أفريكا، وعندما أصاب الإمبراطورية الرومانية التقهقر تعرضت المدينة للعديد من الاضطرابات والفوضى.
قرطاج المسيحية
شهدت مدينة قرطاج خلال حكم الملك قسطنطين الأول سنة 312م فترة من الانتعاش والرفاهية والحضارة، وانتشار الدين المسيحي في أرجائها المختلفة حيث سيطرت الديانة المسيحية على منطقة شمال أفريقيا.
قرطاج الوندالية
عام 440م تمَّ سقوط مدينة قرطاج بالرغم من مقاومة هجمات الوندال التي استمرّت لثماني سنوات، كما تعرّضت أهمّ معالمها وآثارها للتدمير والسرقات والنهب بشكلٍ خاص المسرح، والكنائس، وحمامات أنطونيوس.
قرطاج البيزنطية
عام 534م قام بيليزار بتحرير مدينة قرطاج من هيمنة قوى الوندال التي سيطرت عليها فترة من الزمن، وشهدت المنطقة مرة أخرى رفاهية ونهضة وحضارة جديدة.
قرطاج الإسلامية
يُعتبر عام 670م بداية الفتح الإسلامي، فقد أرسل الخليفة الأموي حسان بن النعمان جيشاً حتى يدخل إفريقيا مع عقبة بن نافع، ورغم الانتصارات التي حقّقها في الجنوب التونسي إلا أنّه واجه مقاومة شديدة من البربر، وفي عام 698م استطاع حسان بن النعمان تحقيق الفتح الإسلامي وإلغاء مركزية قرطاج كعاصمة.