مدينة مراكش ومعالمها
مراكش
مراكش أو المدينة الحمراء، أو عاصمة النخيل هي إحدى المدن المغربيّة الواقعة على بعد 327 كيلومتراً في الجنوب الغربي للرباط، و 580 كيلومتراً جنوب غرب طنجة، و 239 كيلومتراً جنوبي غربي الدار البيضاء، و 196 كيلومتراً جنوب غرب بني ملال، و 177 كيلومتراً إلى الشرق من الصويرة، و 153 كيلومتراً في الشمال الشرقيّ من أكادير، ويحدّ المدينة من الجهة الجنوبيّة نهر الأوريكا، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 928.850 نسمة حسب إحصائيّات عام 2014م.
سبب تسمية مدينة مراكش
تعود أصول تسمية المدينة إلى كلمة أمور ن اكوش الأمازيغيّة، وتلفظ أموراكش، وتعني بلاد الله، وكان في قديم الزمان يطلق اسم مراكش على المغرب عندما كانت المدينة مركزاً للمرابطين وصولاً إلى عهد الحماية الفرنسيّة في عصرنا الحديث، ولا زال هذا الاسم معروفاً حتى الآن في اللغة الفارسيّة، والإسبانيّة، والإنجليزيّة بلفظات مختلفة.
تاريخ مدينة مراكش
يعود تاريخ بناء المدينة لأول مرة إلى عام 1070م على أيدي المرابطين حينما أمر بتأسيسها السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين، ليطوّرها بعد ذلك وتصبح عاصمة ساسيّة وثقافيّة لملكه ولبلاد الغرب الإسلامي.
في عام 1147م دخلها الموحدون، ونشروا الأمن واستقروا فيها كعاصمة لحكمهم، وشيّدوا فيها مجموعة من المعالم التاريخيّة التي ما زالت تشكّل دليل فخر وعزّة عصرهم، مثل: صومعة الكتيبة بمسجديها، والأسوار، والأبواب، والحدائق التابعة لها، وبالتالي فقد برزت هذه المدينة في حكم الموحدين في كافّة المجالات الثقافيّة والاقتصاديّة والساسيّة.
خلال فترة ضعف الموحدين وقعت المدينة تحت سيطرة المرينيون في عام 1269م، وأصبحت مدينة فاس عاصمة لهم، وهذا ما جعل مركز العاصمة مراكش يتراجع وتتحوّل إلى مركز ثانويّ، ولكن سرعان ما دخل السعديين إلى البلاد واتخذو مراكش عاصمة لها، وهذا ما أعاد لها مكانتها السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، وشهد عهدهم بناء قصر البديع، ومجمع المواسين، ومدرسة ابن يوسف، وقبور السعديين، والعديد من السقايات.
أمّا بعد خضوع المدينة للحكم العلويّ قام المولى رشيد بإعادة بناء مسجد بن صالح المريني، وبعد ذلك خلفه على الحكم المولى إسماعيل الذي اهتم بصورة أكبر بالمدينة مكناس التي اتخذها عاصمة له، وبعد ذلك عمل السلطان سيدي محمد على بناء أحياء وعالم جديدة في مراكش ليعيد لها مكانتها السابقة، وهذا ما جعلها تتّخذ شكلها النهائي في عهد هذا السلطان؛ وذلك لأنّ كل المراحل التي عقبت هذه المرحلة كانت مجرد ترميم لما تمّ إنجازه مسبقاً.
معالم مدينة مراكش البارزة
تنوّعت معالم المدينة ما بين الأثريّة، والدينيّة، والتاريخيّة وغيرها، وذلك بسبب الحقبات التاريخيّة التي توالت على حكم المدينة، وهي كما يلي:
- المتاحف، والتي من أهمّها متحف محمد السادس لحضارة الماء الذي تمّ بنائه في عهد المير مولاي الحسن بتاريخ 5/1/2017م، بالإضافة إلى متاحف دار السي سعيد، ومراكش.
- المسرح الملكي، وهو المسرح الوحيد الموجود في المدينة.
- الحمامات، والتي يبلغ عددها ما يقارب 124 حماماً.
- نهر واد أسيل الذي أقيم عليه أربع قناطر.
- القصور، والتي من أهمها قصر البديع الواقع في شمالي شرقي القصبة، والذي بني عام 1578م عندما تمّ انتصار المغرب على الجيش البرتغالي على يد الملك السعدي أحمد المنصور، ويعتبره المؤرخين والجغرافيين من عجائب الدنيا بسبب زخرفته، وطريقة بنائه، بالإضافة إلى ذلك فهناك قصر الباهية، وقبة المرابطية.
- الأضرحة مثل قبور السعديين، وأضرحة الرجال السبعة، والتي من أهمها ضريح السيدي بالعباس.
- المساجد البالغ ععها 201 مسجد، وأبرزها كان:
- مسجد الكتيبة الذي يقع في منتصف المدينة قريباً من ساحة جامع الفنا، والذي بني بأمر من الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي عام 1147م عندما أقامه على آثار قصر الحجر المرابطي.
- مسجد الفنا الذي يتميّز بساحته الكبيرة المستخدمة للترفيه والتأمل، وهذا ما جعلها نقطة التقاء بين المدينة، والقصبة المخزنيّة، والملاح، ومقصد للزوار من كل الأنحاء لمشاهدة عروض لمروضي الأفاعي، وعازفو الموسيقى، وغيرها.