مدينة واسط الأثرية
مدينة واسط الأثرية
مدينة واسط هي واحدة من المدن الإسلامية الكبرى التي كانت توصف بأنها مربط خيل الفتوحات الإسلامية؛ بسبب موقعها الجغرافي بين مدن عصرها، وكذلك بين البصرة والكوفة، وبنى هذه المدينة العريقة الحجاج بن يوسف الثقفي على منطقة مرتفعة من الأرض، وذلك في عام 83ـ86هـ الموافق 701 ـ 703م، حيث كلف إنشاؤها خراج العراق لما يقارب من خمس سنوات متواصلة، والذي يقدّر بحوالي 43 مليون درهم، واتخذها الحاكم مقراً لحكمه بهدف تأمين السيطرة على المدينة، بالإضافة إلى الإشراف عليها، وسهولة التحرك العسكري إلى البصرة والكوفة، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة واسط الأثرية.
الأهمية التاريخية لمدينة واسط الأثرية
أقيمت هذه المدينة في منطقة عُرفت بأهميتها الاستراتيجية لتحقيق العديد من الأغراض؛ من أهمها: الأغراض السياسية، والعسكرية، وكذلك الاقتصادية بهدف الاستفادة من نهر دجلة، مما أعطى للمدينة أهميةً تاريخيةً على مرّ العصور، إلا أنها تعرّضت للإهمال في العصر الحديث من دوائر الآثار في العراق، حتى إنّ كثيراً من سكان المدينة المحيطة لم يتسنى لهم زيارتها.
القطع الأثرية الموجودة في مدينة واسط الأثرية
تحتوي هذه المدينة على العديد من المعالم الأثرية المتنوعة، والتي عُثر عليها في المدينة، وتتمثل في العمارة، والفخار، والدمى، بالإضافة إلى الصناعات المتنوعة التي تشير إلى التطور الفكري والاقتصادي الذي كانت عليه المدينة، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الفني، والدليل على ذلك العثور على كميات كبيرة من الأواني الفخارية الزجاجية وغير الزجاجية بأشكال وزخارف متنوعة، والتي تكون مصنوعة من طينة ناعمة ومزخرفة بأشكالٍ هندسية، وتتميّز بلونها الأحمر، بالإضافة إلى الفخاريات المختومة، والفخاريات التي تعود للعصرين الأموي والعباسي، وكذلك بعض الدمى التي تعود الى العصر العباسي، والمصنوعة من الطين على هيئة فرسان، وعازفين، وراقصات.
عمليات التنقيب في مدينة واسط الأثرية
جرت العديد من حملات التنقيب في هذه المدينة في وقتٍ مبكر وتحديداً في عام 1936م، وكشفت هذه الحملات عن مسجد كبير، ومسجد آخر صغير الحجم إلى حدٍ ما، بالإضافة إلى مقبرة، وضريح، وحصن، والعديد من الآثار الأخرى التي ما تزال مطمورةً حتى يومنا هذا تحت الأرض، وتحتوي المدينة على العديد من الكنوز الأثرية التي تحتاج إلى تنقيب، ولو حصلت المدينة على الاهتمام والرعاية اللازمة لأصبحت واحدةً من المعالم السياحية الجميلة التي تستقطب العديد من السياح من مشارق الأرض ومغاربها، فهي محرومة من كل شيء؛ حيث إنها لا تحتوي على ماءٍ ولا كهرباء كما أنّ الطريق الذي يربطها مع مركز ناحية واسط إلى الجنوب الشرقي لمدينة الكوت مركز المحافظة طريق غير مبلطة.