مدينة عنجر الأثرية
مدينة عنجر الأثرية
مدينة عنجر تُعرف أيضاً بحوش موسى، وهي عبارة عن بلدة لبنانية واقعة في محافظة البقاع إلى الشرق من دولة لبنان، وهذه البلدة مأهولة بالسكان حيث يشكل الأرمن الأغلبية الساحقة فيها، كما يزور الأرمن من الشتات وكافة البلاد هذه البلدة في موسم الصيف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد سكانها إلى الثلث تقريباً، تبلغ مساحة المدينة ما يقارب من 20كم2، في هذا المقال سنذكر بعض المعلومات التفصلية عن مدينة عنجر الأثرية.
تسمية مدينة عنجر الأثرية
يرجع اسم المدينة الحالية إلى كلمة عين جره، وهو اسم أُطلق على الأراضي المجاورة لقلعة جره، حيث بنى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك هذه القلعة وذلك في القرن الثامن للميلاد، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه القلعة بقيت ماثلة حتى يومنا هذا على الرغم من إهمالها لفترات طويلة، وهي تتميّز بجمالها وعراقتها الأمر الذي دفع منظمة يونسكو إلى إعلانها كواحدة من مواقع التراث العالمية وذلك في عام 1984م، ويشار إلى أنه في عام 1939م جاء إلى المنطقة المجاورة لبقايا القلعة ما يقارب من 5000 لاجئ أرمني من تركيا، حيث أقاموا فيها البلدة العصرية الحالية، وقد سُمّيت حارات البلدة بأسماء القرى التي نزح عنها السكان.
الأهمية التاريخية لمدينة عنجر الأثرية
أُنشئت عنجرة بالقرب من أحد أهم منابع أو عيون نهر الليطاني، الأمر الذي منحها موقعاً مميّزاً واسيراتيجاً على خارطة الطرقات التي كانت تشقّ البقاع في القدم، حيث كانت تعتبر الوسيطة للعديد من المدن بحيث تشكل عقدة رئيسيّة تلتقي عندها الطرق التي كانت تصل مناطق سوريا الشمالية بشمال فلسطين على وجه التحديد، بالإضافة إلى الطرق التي كانت تصل الساحل بغوطة دمشق، ومن الأمور التي ساهمت في ازدهارها تفجر العين عند سفوح جبال لبنان الشرقية، وهي العين التي أعطت المدينة اسمها الحالي.
نبذة عن تاريخ مدينة عنجر الأثرية
في الفترة بين 705-715 م، أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بإنشاء مدينة عنجر المحصنة على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب الغربي من نبعها المعروف باسم عين جرا، حيث استعان بعدد من المهندسين، والحرفيين، والصناع البيزنطيين، وكذلك السوريين الذين يمتلكون خبرةً في تقاليد العمارة والزخرف القديمة الموروثة، حيث استخرج الحجارة اللازمة لبناء المدينة من عدد من المقالع المجاورة، مثل مقالع بلدة كامد اللوز، وقد نقلوا إلى المدينة أعداداً من العناصر البنائية المهمّة مثل: الأعمدة، والقواعد، والتيجان والتعتيبات، حيث تم الحصول عليها من بقايا الأبنية الرومانية والبيزنطية التي عثروا عليها في الجوار.
في عام 744م، تعرّضت المدينة للتدمير على يد الخليفة مروان الثاني وذلك بعد انتصاره على منازعه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها بالقرب من المدينة، وفيما بعد وتحديداً في القرن الرابع عشر تحوّلت المدينة إلى تلال من الأطلال والتراب وسط مساحات شاسعة من المستنقعات، وقد ظلت على هذه الحال حتى عام 1943م، وذلك عندما بدأت المديرية العامّة للآثار اللبنانيّة مجموعة من الأعمال الاستكشافية.