مدينة مليانة الجزائرية
مدينة مليانة الجزائرية
تقع مدينة مليانة أو عين الدفلى بين سلسلة جبال الونشريس جنوباً وجبال الظهرة شمالاً، وعلى بعد 100كم غرب الجزائر العاصمة، وترتفع مسافة 720 متراً فوق سطح البحر؛ مما جعلها من أبرز المدن التاريخية التي عرفتها الشعوب القديمة، ويقابلها من الجهة الغربية مدينة الشاف، ومن الشرق مدينة المدية.
ما يميز هذه المدينة طبيعتها الخلافة وموقعها الحصين، إضافة إلى فاكهة الكرز ذات الجودة العالية حيث تسمى بحب الملوك، ويذكر أنّ مليانة تحتفل سنوياً بعيد الكرز خلال موسمه، كما شهدت العديد من الشخصيات التاريخية التي زارتها منذ بداية تأسيسها.
تاريخ مدينة مليانة
تأسست مدينة مليانة في القرن 27 قبل الميلاد على يد الإمبراطور الروماني أوكتافيوس، وكانت تسمى حينها زوكابار أو عين الدفلى، واتخذ هذا القائد من المدينة حامية عسكرية نظراً لعلوها المرتفع، وتفرع طرقها إلى مناطق عديدة.
تعاقب عليها العديد من الأمم، ففي عام 972 للميلاد أعاد بناءها القائد بولغين بن الزيري الصنهاجي، واستولى عليها المرابطون عام 1081م، ثمّ الموحدون عام 1149م، والزيانيون عام 1308م، حتى أصبحت إحدى المدن المهمة التابعة للخلافة العثمانية؛ لوقوعها على الطريق الذي يصل بين الجزائر ومدن بايلك الغرب مثل وهران، وتلمسان، ومستغانم، وبعد الحكم التركي اتخذها الأمير عبد القادر بن محيي الدين عام 1835م حصناً له، وأسس فيها العديد من المؤسسات العسكرية والسياسية، لكن سقطت في يد الاحتلال الفرنسي عام 1840م بعد قتال عنيف من قبل أهلها بقيادة الخليفة بن علال، وكحال المدن الجزائرية المستعمرة نالت استقلالها بعد نضال وكفاح عنيف بخروج القوات الفرنسية من الجزائر.
معالم مدينة مليانة
متحف الأمير عبد القادر
افتتح هذا المتحف عام 2000 بعد إعادة ترميمه، فالمتحف بالأصل هو مقر إقامة الأمير عبد القادر بن محي الدين مؤسس الدولة الجزائرية بعد أن كان مقراً للقائد التركي دار الباي، وكونه مشيداً على الطريقة العثمانية فهو يتميز بالكثير من القاعات وأبرزها:
- قاعة الآثار الرومانية: يُعرض في هذه القاعة العديد من البقايا الرومانية وأهمها القطع النقدية القديمة.
- قاعة المخطوطات والإثنوغرافيا: تُعرض فيها المخطوطات القديمة التي تعود إلى القرن 18 والقرن 19 مثل مخطوطات علوم الدين، واللغة، والحساب، إضافة إلى الحُليّ، والألبسة، والصناعات التقليدية، والنقود المعدنية التي تعود إلى عهد الموحدين في القرن 12.
- قاعة المقاومات الشعبية: تخصّ هذه القاعة اللوحات الزيتية والصور التي تصور بطولات الأمير عبد القادر، وكذلك المسدسات، والبنادق التقليدية، والوثائق التاريخية.
- قاعة التراث المنجمي: تعرض فيها الأدوات الخاصة بأشغال المناجم، حيث تضم منجماً للحديد في جبل زكار.
- قاعة حرب التحرير الوطنية: هي من أهم القاعات التي تصور الثورات التي خاضتها المدينة، إضافة إلى الأسلحة واللوحات الزيتية لبطولات أبناء المدينة.
ساعة المدينة
هي عبارة عن منارة جامع البطحاء الذي تأسس في عهد الحكم العثماني، ويعتبر هذا المسجد من أهم مساجد المدينة، وما تبقى منه بعد التخريب الذي قامت به القوات الفرنسية فقط المنارة أو المئذنة التي تم تحويلها إلى ساعة.
مسجد الولي سيدي أحمد بن يوسف
ينسب هذا المسجد لأحد أشهر علماء المدينة وهو الوليّ أحمد بن يوسف الذي يعود في نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب، ويعتبر المسجد اليوم قائماً لأداء الصلاة فيه ومزاراً للزائرين.
السور الروماني
يعود هذا السور في تاريخه إلى عهد الحضارة الرومانية، ويقع هذا السور في الجهة الجنوبية للمدينة، ولأنّه أثر تاريخي نشأت الكثير من المقاهي التي تتيح الجلسات الهادئة للعائلات خاصة في فترة الصيف.
متحف مصنع الأسلحة
تأسس هذا المصنع عام 1839م على يد الأمير عبد القادر، حيث كان مقراً لصناعة الأسلحة مثل الرماح، والبنادق، حيث ساهم هذا المصنع بتأخر احتلال المدينة لمدة عشر سنوات، وخضع هذا المصنع لعمليات الترميم، مما أصبح متحفاً يضم على ثلاثة طوابق، حيث يخص الطابقين الأول والثاني قاعات للعرض والاستقبال والنشاطات وبيتاً للضيوف، وفي الطابق الثالث قاعة للمطالعة.