مدينة يبرود
مدينة يبرود السورية
مدينة يبرود هي مدينة سورية واقعة إلى الشمال من العاصمة السورية دمشق، حيث تفصلها عنها مسافة تقدّر بـ80كم، كما أنها واقعة بين أحضان جبال القلمون المتاخمة لجبال لبنان الشرقية، وأكثر ما يميّز هذه المدينة عن غيرها من المدن التاريخية هو احتواؤها على العديد من الآثار القديمة جداً، ومن ضمنها أقدم كهوف العالم التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ؛ مثل: مغارة وادي اسكفتا، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة يبرود السورية.
جغرافية مدينة يبرود
تقع مدينة يبرود ضمن وادٍ يفصل التقاء الهضبة الثالثة مع الهضبة الثانية، وهذه المدينة محاطة من أغلب جهاتها بالجبال الشاهقة، وأكثر ما يميّز هذه الجبال هو احتواؤها على تيجان صخرية في قممها، وتحتوي المدينة على العديد من الجبال؛ ومن أهمها: جبل مار مارون، وجبال الجرد الشرقي لسلسلة الجبال السورية.
مناخ مدينة يبرود
يتميّز مناخ المدينة بأنه مناخ بارد بشكلٍ كبير في فصل الشتاء، وباعتداله وبرودته إلى حدٍ ما في فصل الصيف، وأشارت الدراسات التاريخية إلى أنّ الملكة زنوبيا كانت تصطاف في مدينة يبرود أيام حكمها لمملكة تدمر السورية.
اقتصاد مدينة يبرود
كانت تعتبر هذه المدينة مدينةً زراعية حتى ثمانينات القرن الماضي، حيث كان أهلها يعتمدون على الزراعة المروية بالمطر بشكلٍ كبير، وأشهر منتجاتها الزراعية: البطاطا اليبرودية، والكرز، والتين، والمشمش، وكذلك اللوز، والقمح اليبرودي الذي يتميز بجودته العالية، والذي ينافس القمح الحوراني، بالإضافة إلى بعض الأعشاب التي تعرف باستخداماتها الطبية؛ مثل: البابونج.
نهضة مدينة يبرود
شهدت المدينة فيما بعد نهضةً ضخمةً على المستويات الصناعية، والعمرانية، والسياحية، والتجارية وذلك في نهاية الثمانينات وحتى عام 2010م، مما حول هذه المدينة من بلدة صغيرة إلى مدينة تصنّف على أنها ثاني أكبر المدن الصناعية في سوريا حسب إحصاءات وزارة الصناعة السورية، واتحاد غرف التجارة السورية، وتضم المدينة بين جنباتها مقراً لغرفتي التجارة والصناعة لمحافظة ريف دمشق، كما أنها تعتبر واحدة من أوائل المدن السورية التي تملك أكبر عدد من السكان المتعلمين ومن حملة شهادات الدراسات العليا أو الدراسات الجامعية في كافة الاختصاصات.
أصبحت هذه المدينة مقصداً للهجرة الداخلية؛ بسبب توفيرها للعديد من فرص العمل المميزة؛ بسبب مكانتها الاقتصادية والصناعية العالية، وللمدينة عدد كبير من مواطنيها المغتربين يتوزعون في دول الخليج العربي، وفي أوروبا وأمريكا الجنوبية، وأبرزهم: الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم، أما بالنسبة للحركة الثقافية والفكرية في المدينة فمن أشهر روادها من أبناء المدينة: الشاعر الدكتور خالد محيي الدين البرادعي، والمرحوم الشاعر زكي قنصل آخر شعراء العرب في المهجر.