مدينة مصراتة

تعتبر مدينة مصراتة من أهم المدن في ليبيا، وتقع بين مدينتي طرابلس وسرت على البحر المتوسط، وتحتل المرتبة الثالثة بعد طرابلس، وبنغازي من حيث عدد السكان، وتبعد نحو 210كم من طرابلس إلى الشرق، ومسافة 825كم من بنغازي إلى الغرب، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 281.000نسمة حسب ما ورد في إحصائيات عام 2012م، ويطلق على مصراتة مسمّى ذات الرمال، وذلك بسبب كثبانها الرملية المرتفعة التي تراكمت بفعل عمليات المد البحري على مر آلاف السنين، وتتميز مصراتة بسهولها الخضراء التي تنتشر فيها أشجار نخيل التمور، والزيتون بشكل كثيف.

نبذة تاريخية عن مصراتة

ترجع جذور مدينة مصراتة إلى ما يزيد عن 3000 سنة حسب ما ورد في مصادر تاريخية مختلفة ذكرت أن الفينيقيين هم الذين أسسوا المدينة في الأجزاء الشمالية الغربية من ساحل ليبيا قبل حوالي ألف سنة من ميلاد المسيح، وأشارت تلك المصادر التاريخية أنّ الفينيقيين جعلوا المدينة من محطاتهم التجارية التي أقاموها على طول امتداد شاطئ البحر المتوسط.

كشفت الحفريات والتنقيبات التي جرت في المدينة عن وجود شواهد أثرية، بعضها كان أساسات لجدران ومبانٍ، كما وجدت عملات فينيقية ورومانية، وفخاريات وعدة قبور، وحمامات رومانية، وكُشف لأول مرة عن امتداد لسلسة فيلات رومانية في المدينة عام 1993م، حيث كشفت أول فيلا رومانية تقـع عند منطقة غربا مرفأ زريق، وبالتحديد عند منطقة شط الحمـام، ولهذا سمّيت بفيلا شط الحمام.

مقاومة الغزو الإيطالي

لعبت مصراتة دوراً كبيراً في مقاومة الاستعمار الإيطالي الذي غزا ليبيا سنة 1911م، فتركزت في هذه المدينة جماعات من المقاومين الليبيين، ويعتبر رمضان السويحيلي أحد أبرز الأشخاص الذين قادوا النضال ضد الإيطاليين في مصراتة، وتأسست أول جمهورية عربية فيها أطلق عليها آنذاك اسم الجمهورية الطرابلسية، ومن أشهر المعارك التي حدثت في مصراتة، وخسر فيها الإيطاليون خسائر جسيمة وفادحة كلّاً من: القرضابية، وشهداء الرميلة، ورأس الطوبة.

اقتصاد مدينة مصراتة

يوجد في مصراتة مصنع للحديد والصلب، ويمكن اعتباره أحد أكبر المصانع في ليبيا في إنتاج مختلف أنواع الحديد، حيث يُجلب الحديد الخام للمصنع من المخزون الضخم الموجود في صحاري ليبيا، وتشتهر المدينة بالتجارة منذ قرون، ويعتبرها البعض الميناء التجاري للبلاد؛ نظراً لموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

تشتهر مدينة مصراتة بعدد من الصناعات التقليدية؛ مثل: صناعة الكليم والسجاد، وصناعة الأدوات الشعبية التي كانت تستخدم قديماً؛ مثل: خابية الزيت، والملاعق والأواني خشبية.