مدينة قفصة التونسية

قفصة

تعتبر مدينة قفصة إحدى المدن الكبرى في الجنوب الغربي لدولة تونس، والتي تبعد عن العاصمة التونسيّة حوالي 350كم، ويوجد فيها المقر الرئيسيّ لولاية قفصة، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 95.242 نسمة حسب إحصائيّات عام 2014م، وحدث تدمير جزئي لهذه المدينة خلال الحرب العالميّة الثانية بسبب تعرّضها للقصف عليها، كما حدث في هذه المدينة حركة انقلابيّة معارضة لحكم الرئيس بورقيبة، وفي يومنا هذا تشهد المدينة توسّعات عمرانيّة واسعة من الجهة الغربيّة والشرقيّة، حيث تحتوي على مركب جامعي، ومطار، ومغاسل الفسفاط المنشأة لتقليل نسبة التلوّث.

تاريخ قفصة

احتل الرومان المدينة في القرن الثاني قبل الميلاد، وبعد ذلك أصبحت عاصمة لإقليم البيزاسانا في العصر البيزنطي، ووصلت إليها الفتوحات الإسلاميّة في عام 79 هـ بقيادة القائد العربي حسان بن نعمان، وكانت للمدينة أهميّة واضحة في العصر الأوسط بسبب وقوع مجموعة الطرق التي تربط المشرق والمغرب وبلاد السودان فيها.

خضعت المدينة في الفترة الواقعة بين 1881م- 1956م للحكم العسكري الفرنسي المباشر، وناضل سكانها كلّ أشكال النضال العادي والمسلح لقمع الاستعمار، كما ساند أهالي مدينة قفصة المقاومة الجزائريّة كون مدينتهم أحد الأبواب التي تفتح على أرض الجزائر، كما واجهت المدينة العديد من الهجمات الاستعماريّة الألمانيّة أثناء الحرب العالميّة الثانية.

أهم معالم قفصة البارزة

تحتوي هذه المدينة على العديد من المعالم التاريخيّة الواضحة، والتي من أهمّها البرج البيزنطي الذي شيّد في عام 1434م، والأحواض الرومانيّة العائد تاريخ بنائها إلى العصر الروماني، كما يوجد بالمدينة متحف أثري يضم جزءاً يعرض آثاراً تعود أصولها إلى فترة ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى جزء آخر يحتوي على آثار عائدة إلى الفترة الرومانيّة.

كما يوجد بالمدينة حديقة عرباطة التي تمتد على مساحة كبيرة، وتتكون من قسمين، القسم الأول يضم حديقة حيوانات فيها أنواع مختلفة من الطيور والحيوانات الصحراويّة، والجزء الثاني عبارة عن محميّة تضم أشجار الكلتوس، ويعيش فيها عدد من الغزلان والنعام، بالإضافة إلى هضبة الرماديّة المغطاة بأحجار مشعة، وجبل ميدة، والواحات المزروعة بالعديد من الأشجار الزراعيّة المثمرة وغير المثمرة، ودار لونقو المملوكة لإحدى عائلات مدينة قفصة العريقة.

اقتصاد قفصة

يمتهن بعض سكان قفصة صناعة النسيج، والسجاد اليودي بأنواعه المختلفة، والتي من أهمّها المرقوم، والكليم، كما تشتهر هذه المدينة بشكلٍ كبير بإنتاج الفوسفات الذي يعتبر أهمّ مقومات الاقتصاد التونسي بشكلٍ عام، وتحتل البلاد التونسيّة مكانة كبيرة وهامة على مستوى البلاد المصدّرة له في العالم، بالإضافة إلى ذلك فإنّ جزءاً من اقتصاد هذه المدينة يعتمد على زراعة أنواع مختلفة من الفاكهة والخضار.