مدينة رفاعة السودانية
مدينة رفاعة
هي إحدى المُدن السودانية الواقعة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وهي عاصمة شرقها، والتي تضم إلى جانب رفاعة مناطق الهلالية، وود راوه، وتمبول، وتتجاوز مساحة مدينة رفاعة ستة عشر كيلومتراً مُربعاً، وتقع المدينة شرق النيل الأزرق، قبالة مدينة الحصاحيصا، وتتميّز المدينة عن باقي المدن السودانية الأُخرى بالاهتمام بتعليم النساء، إذ ظهرت فيها أول مدرسةٍ لتعليم البنات في السودان خلال العام 1903م، وهي مدرسة بابكر بدري للبنات، والتي سميت على اسم الشيخ المؤسس لها بابكر بدري، أحد الوجوه الثقافية في رفاعة، لكنه أسماها في حينه (مدارس الأحفاد)، وقد خرج من مدينة رفاعة الكثير من أهل الثقافة والأدب الذين كان لهم الأثر الكبير على الصعيد السوداني العام ومنهم: الشيخ عوض الكريم، ومحمد أحمد أبوسن.
تسمية رفاعة والقبائل التي سكنتها
يعود أصل تسمية رفاعة بهذا الاسم، إلى قبائل رفاعة القواسمة التي استقرت في المدينة، وتشمل هذه القبيلة على العبدلاب، والرفاعيين، والحلاوين، ويُذكر أنّ المدينة قد سكنها العنج قبل السلطنة الزرقاء، وظلت آثارهم قائمةً في رفاعة حتّى اليوم، مثل قصر نعامية، وقد سكن المدينة أيضاً الركابية، أمّا اليوم فيقطنها الرفاعيون، والشكرية، والجعليون، والرباطاب، والشايقية، والركابية.
أحياء ومساجد رفاعة
يبلغ عدد الأحياء في المدينة حوالي أربعة وعشرين حياً، وثلاثةٍ وعشرين مسجداً، فيما كان في رفاعة اثنتي عشرة من الخلاوي القديمة، وقد بقيت منها ست خلاوي حتّى الوقت الحالي، وأبرز المساجد في رفاعة هو مسجد الخليفة علي العتيق، ومسجد أنصار المهدي، وأنصار السنة، ومسجد الخليفة عثمان، وديم العوض، وبت العشرابي، والزهراء، والشهداء، أمّا عن أبرز الخلاوي فهي لأحمد وقيع الله، وود الفادني، والمغواري، والأزهري، والرفاعي.
التعليم في رفاعة
على الرغم مما لعبته رفاعة في مجال تعليم المرأة، بفتح المدارس الخاصة بتعليمها، فقد برزت مدارس أُخرى مهمة أيضاً، مثل: مدرسة الشيخ لطفي، التي كانت للسكان الجنوبيين، طيلة مدة تتجاوز العشرين عاماً، وتتلمذ فيها العديد من القيادات السودانية، والنشطاء الفاعلين في الساحة السودانية، ويُطلق على مدينة الرفاعة رغم بساطتها لقب حاضرة التعليم في السودان، أو منارة التعليم في السودان، وقد برز الشيخ بابكر بدري، الذي كان له الأثر الحقيقي في النهوض بالتعليم في السودان.
الشيخ بابكر بدري
وُلدَ بابكر بدري في دنقلا بالسودان، وينتمي لقبيلة الرباطاب، لكنه هاجر مع عائلته إلى مدينة رفاعة، وقد تلقى العلوم وحفظ القرآن في الخلوة برفاعة، ثمّ تمّ ابتعاثه إلى مدني ليتفقه أكثر في بحر العلوم الشرعية، وقد كان للشيخ أحمد حامد الكراس التأثير الكبير على شخصية الشيخ بدري، لا سيما بصفة التواضع، والنأي بالنفس عن التذلل وهدر الكرامة، حيثُ كان الشيخ الكراس يُقدم العلم للعديد من الطلاب، دون أنّ يهتم للمال، والسعي وراء المظاهر أو الوجاهة، وقد عمل بابكر بدري بتأسيس مدرسة للبنات، وسمي على إثر ذلك برائد تعليم المرأة في السودان، كمفتشٍ في مصلحة المعارف، وقد ألف كتاباً في المطالعة لتلاميذ المرحلة الابتدائية في المدارس السودانية في ذاك الوقت.