مدينة سبدو
مدينة سبدو
سبدو هي إحدى المدن الجزائرية التابعة لدائرة أولاد ميمون، في ولاية تلمسان شمال غرب الجزائر، أسفل المنحدرات الجنوبية لجبال تلمسان تحديداً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 39.800 نسمة، وذلك حسب الإحصائية المتوفرة للعام 2008م، فيما تبلغ مساحتها الكُلية حوالي 243كم²، وقد سُميت المدينة بهذا الاسم بسبب نمو زهرة تحمل ذات الاسم، بشكل ٍ كبيرٍ في موقع المدينة، في حين يُرجح البعض أن سبب تسميتها يعود إلى اسم ضابطٍ فرنسيٍ يحمل اسم (سيبو)، فيما تقول الرواية الثالثة أنّ المدينة كانت تُلقب قديماً بتافراوا، أي الغدير أو بركة الماء، وبالقرب من هذا الغدير يقع سدٌ، فتحول اسم المدينة من تافراوا إلى سدُّو، ومع مرور الوقت صار اسمها سبدو.
مناخ سبدو
تهطل كميات جيدة من الأمطار بشكلٍ سنويٍ على المدينة، وهذا ما يوفر بيئةً جيدةً لنمو بعض المحاصيل، مثل: الحبوب والعديد من الخضروات، فيما يؤثر الصقيع والجو البارد على بعض أصناف الأشجار المزروعة، ويتصف مناخ المدينة عموماً بأنّه مناخٌ قاسٍ، حيثُ تتجاوز درجة الحرارة خلال فصل الصيف الأربعين درجةً مئوية، فيما تشهد المدينة الأجواء شديدة البرودة في فصل الشتاء، مع تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.
نبذة تاريخية عن سبدو
اتخذت الدولة العثمانية في الماضي من سبدو قاعدةً لجندها، بسبب موقعها الاستراتيجي كبوابةٍ للصحراء، وحلقة الوصل ما بين مناطق الشمال الغربي للجزائر، وكامل مناطق الجنوب الغربي فيها، لذا فقد بنى الأمير عبد القادر القلعة الشهيرة في سبدو، ثمّ سيطرت عليها القوات الفرنسية وحولتها إلى ثكنةٍ عسكرية، وذلك خلال فترة احتلالها للجزائر، ويُذكر أنّ سكان سبدو عُرِفوا بتصديهم بقوة لاستبداد الجيش الفرنسي على مدار سنينٍ طويلة، ومن مظاهر تحديهم للمحتل الفرنسي، رفضهم دفع الضرائب، وعلى إثر ذلك هاجر قسمٌ منهم إلى المغرب، وما زال بعضهم موجوداً فيها إلى اليوم، بالإضافة إلى تنفيذهم للعمليات الجهادية، منها: قتل ضباط وجنود فرنسيين، وإسقاط الطائرات الحربية. كما تتمتع مدينة سبدو بماضيها البربري العريق، فمن أوائل السكان الذين قطنوها هم قبائل بني حبيب البربرية، التي تفرقت بعدها على شكل جماعتٍ، مثل: قبيلة البخايتة، وقبيلة قدمت من معسكر من بني شقران، ومجموعة سكانية من قبيلة فليتة التي يعود أصلها إلى منطقة غليزان.
السياحة في سبدو
رغم قسوة المناخ القاري والجاف السائد في المدينة، لكن هناك بعض الأماكن الطبيعية الجميلة في المدينة مثل: مغارة بو معزة وفيها الماء النقي، كما تتدفق الشلالات منها خلال فصل الصيف، ما يجذب المصطافين نواحي المدينة، كما أنّ الصناعة التقليدية في سبدو تُشكل جذباً سياحياً على الأقل لسكان المنطقة، كصناعة الزرابي وغيرها من الصناعات الأخرى.