مدينة شبام اليمنية

مدينة شبام اليمنية

تقع مدينة شبام في الجهة الشرقية من اليمن وتحديداً في محافظة حضرموت، وهي مدينة أثرية يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر للميلاد، كما ضمتها اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي الخاصة بها في شهر يوليو من عام 2015 للميلاد، وتعتبر نموذجاً رائعاً للتنظيم المدني شديد الدقة المعتمد على مبدأ البناء العمودي، ويقدر عدد سكانها بـ 16.094 فرد حسب إحصائيات عام 2004 للميلاد.

جغرافية شبام

تعتبر المدينة المركز الأساسي لمديرية شبام، وتتمركز في منتصف محافظة حضرموت بين مدينتي سيؤن والقطن، ويفصلها عن العاصمة اليمنية صنعاء مسافة تقدر بـ 990 كم، كما يفصلها عن عاصمة محافة حضرموت مسافة تقدر بـ 350 كم.

تاريخ وعلماء شبام

شيدت معظم منازل المدينة منذ 600 عام تقريباً، وكان أول ساكنيها المشايخ من آل باجرش، وآل باصهي، وآل جبر، وآل مسلم، والسلطان القعيطي، وفي عام 784 للهجرة أصيب أهل المدينة بوباء ٍخطير واستمر فيهم لأربعة أشهر وقتل عدداً كبيراً منهم، ويعتبر من أهم من سكن المدينة من السادة والعلماء السيد عبد الله حسين العامري الذي وافته المنية في عام 1171 للهجرة، وأخاه عمر بن زين الذي وافته المنية في عام 1207 للهجرة، و أحمد بن عمر بن زين بن سميط، والشيخ سالم بن عبد الرحمن باصهي، وأبناء أبو بكر باذيب الأربعة، وعبد الرحمن حميد وابنه عبد الله، ومن أهمّ شعرائهم وأدبائهم الشيخ أحمد بن محمد باذيب الذي وافته المنية في عام 1279 للهجرة، والشيخ سالم بن عبد الرحمن باسويدان.

ناطحات السحاب في شبام

تلقب شبام بمنهاتن الصحراء وذلك بسبب بناياتها عالية الارتفاع والمتراصة والمجاورة لبعضها البعض في وسط الصحراء، وتمتاز المدينة باحتوائها على أقدم ناطحات للسحاب في العالم، حيث تتضمن 500 ناطحة سحاب تتراوح أطوالها بين 23 متراً إلى 24 متراً، ويعود تاريخ تشييد معظمها إلى 1700 عامٍ، ومما يميز هذه البنايات أنّه تم تشييدها من الطين وجذع النخيل والماء.

يشير المؤرخون إلى أنّ مدينة شبام القديمة كانت أكبر من المدينة الحالية، ويرجحون إّلا أنّها كانت تمتد حتّى المرافعات الجبلية المشرفة عليها، إلّا أنّها دمرت على مرحلتين، أولاهما في القرن الثاني عشر للميلاد وثانيهما في القرن الخامس عشر للميلاد، وتمكنت المدينة من الحفاظ على شكلها الحالي منذ القرن التاسع للهجرة. واتخذت المدينة هذا الشكل العمراني المتميز حتّى تكون حصناً متيناً ضد الأعداء، وبهدف المحافظة على الأراضي المزروعة المحيطة بها ومنع تدهورها أو تصحرها.