مدينة أجدابيا في ليبيا
مدينة أجدابيا
أجدابيا هي مدينة ليبية واقعة في محافظة الواحات شرق ليبيا، حيث تبعد ما يقارب من 160كم إلى الجنوب من مدينة بنغازي، وكانت هذه المدينة مركز قيادة للسنوسي، كما أنها تشكّل عاصمةً للمنطقة المحيطة، وهي واقعة عند مفترق عدة طرق رئيسية، وهي: الطريق الساحلي الليبي، وطريق طبرق-أجدابيا، بالإضافة إلى طريق أجدابيا-الكفرة، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة أجدابيا.
مدينة أجدابيا في العصر الفاطمي
كانت مدينة أجدابيا في العصر الروماني مركزاً حربياً، حيث افتتحها عمرو بن العاص في السنة 22هـ من خلال الصلح مع أهلها، والاتفاق معهم على دفع الجزية، وأسلم الكثيرون من أهلها بعد هذا الفتح، وبلغت هذه المدينة أوج ازدهارها وقوتها، وأهميتها الإقليمية في القرن العاشر الميلادي، وذلك أثناء حكم الفاطميين؛ والسبب في ذلك يعود إلى أهمية موقعها عند مفترق الطريق الساحلي وطرق القوافل الممتدة عبر الصحراء، حيث اهتم بها الفاطميون بشكلٍ كبير بفضل موقعها الذي أمّن طرق التجارة بين مصر والمغرب، مما جعلها واحدةً من المدن المنفردة بمجموعة من الآثار القديمة التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية، وأهم هذه الآثار هي: القصر الفاطمي، بالإضافة إلى مسجد الإمام سحنون، والذي يُعرف أيضاً باسم المسجد الفاطمي، وقصر الصحابي الموجود في منتصف المسافة بين أجدابيا وأوجلة، وهو قلعة بنيت خلال الفتح الإسلامي، وسمى بقصر الصحابي نسبةً إلى عبد الله بن أبي السرح.
بالإضافة إلى كل ما سبق فإنّ هذه المدينة تحتوي على حصن روماني يقع إلى الشمال الغربي من مقبرة سيدي حسن، ويشار إلى أنه اكتُشف في عام 1975م، وشهدت هذه المدينة أوج عظمتها في القرنين الثالث والرابع، وكذلك النصف الأول من القرن الخامس الهجري، أما في النصف الثاني من القرن الخامس فقد أخذت المدينة بالذبول والاضمحلال؛ والسبب في ذلك يعود إلى هجرة القبائل العربية من بني هلال وسليم إلى الشمال الإفريقي سنة 442هـ، واستمرت على شكل مجموعة من الموجات المتعاقبة.
مدينة أجدابيا والاحتلال الإيطالي لليبيا
تعرضت المدينة في العصر الحديث للاحتلال الإيطالي، وذلك في عام 1914م، حيث دمرها تدميراً شاملاً، ولم يبق من آثار المدينة إلى القصر القديم الذي استخدمه الإيطاليون كمركز لقيادة الجيش، وأعاد احتلالها الإيطاليون مرة أخرى في عام 1923م.
مدينة أجدابيا والحركة السنوسية
اتخذ محمد ادريس السنوسي من هذه المدينة مركزاً لقيادته؛ والسبب في ذلك يعود إلى:
- تمتعها بموقع استراتيجي مهم؛ لأنها تملك حماية محدودة من البحر، بالإضافة إلى موقعها القريب من طرابلس، مما زاد من أهميتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
- وجودها في منتصف قاعدة مثلث رأسه في الكفرة وقاعدته النوفلية والجبل الأخضر.
- اعتبارها واحدةً من من أهم المناطق في تجارة القوافل.
- اعتبارها موطناً للعديد من القبائل التي كانت تؤيد الحركة السنوسية.