مدينة عنابة في الجزائر
مدينة عنابة
مدينة عنابة هي إحدى مدن الجزائر، وتُلقب بجوهرة الشرق الجزائري إشارة إلى جمالها الأخّاذ،وهي رابع أكبر مدينة في الجزائر، وكانت تسمّى في فترة الاحتلال الفرنسي باسم بون (Bone)، كما كان يطلق عليها في العصور القديمة اسم فرس النهر أو الكرسي الملكي، وتُعتبر من المراكز الصناعية الرائدة شرقي الجزائر لاحتوائها على أكبر مصنع للصلب والحديد في كلّ أفريقيا، وأغلب الناس يطلقون على هذه المدينة تسمية بلد العناب نظراً لتوفر هذه الفاكهة فيها بكثرة، ومن هنا أخذت المدينة تسمية عنّابة.
نبذة تاريخية عن مدينة عنابة
يرجع تأسيس هذه المدينة إلى الفينيقيين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكان يطلق عليها آنذاك اسم هيبون، فقد سيطر عليها الرومان بسبب موقعها الاستراتيجي، وسمّوها باسم هيبو ريجيوس والذي تعني هيبو الملكية، ويشار إلى أنّ هيبو في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت من أثرى مدن الإمبراطورية الرومانية، كما يشار إلى أنّ مدينة هيبو ريجيوس كانت مركزاً مهماً للفكر المسيحي، حيث إنّ القديس أغسطين الذي يعد من أكبر المفكرين في الدين المسيحي والذي ولد بمدينة قريبة منها طاغست صار أسقفا للمدينة في سنة 396م.
موقع مدينة عنابة
تقع شمال شرق الجزائر وبالتحديد على ساحل البحر المتوسط، ويعتبر ميناؤها من أهم الموانئ الجزائرية على البحر المتوسط، وتقع على بعد ستمئة كيلومتر شرق عاصمة الجزائر، وحوالي مئة وخمسين كيلومتراً عن قسنطينة، وثمانين كيلومتراً إلى الغرب من شمال شرق الحدود مع دولة تونس.
وقعت عنابة تحت سيطرة الوندال والبيزنطيين، وكان فتح العرب المسلمين لها في سنة 697م، وتعرضت المدينة للاستعمار الفرنسي سنة 1832م، وظلت تحت حكمه إلى أن استقلّت الجزائر سنة 1962م.
الاقتصاد في مدينة عنابة
تعتبر عنابة من المناطق الصناعية والتجارية المهمة في الجزائر؛ إذ يوجد فيها مجمع للصلب والحديد، ومصانع لتكرير النفط والكيماويات، والإسمنت، وتعليب الأغذية، وإنتاج الفلين، وهي من المناطق المهمة في مجال تصدير الحمضيات، والحديد، والفوسفات، ويعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية الأخرى التي تعتمد عليها مدينة عنابة لما تتميز به هذه المدينة من معالم جميلة تسرّ عيون الناظرين، وهو سبب تسميتها باسم جوهرة المتوسط أيضاً.
المعالم السياحية في مدينة عنابة
يوجد في عنابة العديد من المعالم التاريخية أبرزها كاتدرائية القديس أوغسطين الذي ولد وترعرع في الجزائر، بالاضافة الى كنيسته التي تمت إعادة بنائها سنة 1881م، وتمثال للقديس مصنوع من البرونز، كما تحتوي مدينة عناب على مسجد أبي مروان المبني في القرن الحادي عشر للميلاد على الطراز الأندلسي، والذي بُني على أعمدة رومانية.