مدينة تلعفر العراقية
مدينة تلعفر
تقع مدينة تلعفر في قلب محافظة نينوى في الشمال الغربي من العراق، وتمتد مساحتها إلى 28كم² فقط، ويفصل بينها وبين الموصل مسافة تقد بـ30 ميلاً تقريباً، كما تبعد عن الحدود العراقية التركية بنحو 38 ميلاً.
تشترك مدينة تلعفر بحدود إدارية مع الموصل شرقاً، وتحدها سنجار من الغرب؛ أما حدودها من الجنوب فتأتي مع مدينة الحضر الأثرية التي تمتد بعض أجزائها إلى الأراضي السورية، أما فيما يتعلق بحدودها من الشمال فتأتي مع مدينة دهوك ويفصل بينهما نهر دجلة.
تقسيم مدينة تلعفر الإداري
تنقسم مدينة تلعفر إدارياً إلى ثلاث نواحٍ هي ناحية ربيعة التي استوطنتها عشيرة شمر، وناحية المكونة التي تتألف من 78 قرية بينها 49 قرية عربية، والباقية قرى كردية أما الناحية الثالثة فهي ناحية العياضية حيث يستقر فيها نفر من العرب إلى جانب التركما، بالإضافة إلى فئة قليلة من الأكراد ينتمون إلى عشيرة الجرجرية الكردية، وتشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2012م إلى أنّ عدد سكان المدينة قد تجاوز ثلاثمئة ألف نسمة تقريباً، ويشكل التركمان الشيعة الغالبية العظمى من سكانها.
تاريخ مدينة تلعفر
يُشار إلى أنّ مدينة تلعفر كانت جزءاً من ولاية الموصل أيام حكم العثمانييّن، وتحتضن المدينة معالماً تؤكد على مرور الدولة العثمانية من هنا يوماً ما ومنها القلعة التي اتخذت قاعدة عسكرية.
العصر الحجري
إنّ تاريخ وجود مدينة تلعفر يعود إلى العصر الحجري أي إلى أكثر من 6000 سنة قبل الميلاد على الأقل، وانضمت المدينة إدارياً إلى السنجار لتصبح جزءاً من الدولة الميتانية في ظل العهد الآشوري في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد؛ وشُيّدت فيها القلاع الأثرية وأكثرها شهرة قلعة نمت عشتار.
الفتوحات الإسلامية
أصبحت المنطقة ساحة معركة للخصوم المتحاربة من الحيثيين والرومان بعد سقوط نينوى، وشهدت المنطقة بعدها توافداً ملحوظاً من قبائل الجزيرة العربية للاستيطان في أراضيها وخاصة في منطقة الجزيرة بالقرب من الموصل، ومن أكثر القبائل وجوداً في تلك الفترة بني الربيعة، ومع قدوم الفتوحات الإسلامية حظيت المنطقة بالفتح كسائر البلاد وكان ذلك على يد القائد المسلم عياض بن غنم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
نقطة انطلاق للثورة العراقية الكبرى
تحظى مدينة تلعفر بأهمية تاريخية عظيمة؛ حيث تعتبر منبعاً للاعتزاز والأصالة بما قدمّه أبنائها من مواقف وطنية على مر التاريخ، ويذكر التاريخ العراقي أنّ المدينة كانت نقطة انطلاق للثورة العراقية الكبرى عام 1920م التي تمكنت من دحر الكيان الإنجليزي من الأراضي العراقية، وكانت بمثابة تجسيد واضح للإرادة العراقية في رفض الذل والهوان أمام الاحتلال الإنجليزي ومناهضته.