من هو مؤسس مدينة مراكش
مدينة مراكش
مراكش هي واحدةٌ من أهم مدن المغرب العربي، وقد كانت عاصمةَ المرابطين، وكلمة مراكش تُلفظ باللغة الأمازيغية (أموراكش)، التي ترجمتها (بلاد الله)، ولهذه المدينة عدة ألقاب، منها: مدينة النخيل، والمدينة الحمراء، ومدينة البهجة، والمدينة الأغرب، وهي مدينة سياحية من الطراز الأول، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز وطبيعتها الساحرة، والمقومات السياحية التي تتوفر فيها.
مؤسس مدينة مراكش يوسف بن تاشفين
يعود بناء مدينة مراكش المغربية إلى السلطان المرابطي أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن تورفيت بن وارتقطين بن منصور ابن مصالة بن أمية بن واتملي بن تامليت الحميري موحد المغرب، وفاتح الأندلس عام 1070 للميلاد وجعلها عاصمةَ مملكته، وتعود أصوله إلى قبيلة لمتونة الصنهاجية، وأمه هي ابنة عم والده.
صفات ونشأة بن تاشفين
ولد يوسف في المغرب عام 1006 للميلاد، ولأنّه تربى في الصحراء فقد ورث عن سكانها العادات والتقاليد الصحراوية وتحلى بخصال أهلها، كما تزوج من زينب بنت إسحاق النفزاوية وله عدة أولاد، هم: تميم ولده الأكبر الذي كان والياً على سبتة، وعلي الذي أصبح والياً على الأندلس، وإبراهيم ومحمد والفضيل، كما أنجب بنتان هما: كونة ورقية.
عُرف يوسف بلونه الأسمر، وبقامته المُعتدلة، وبجسمه النحيل بعارضين خفيفين، وله عينان مكحولتان، وشعرٌ أجعد، أمّا صوته فقد كان رقيقاً. وأخذ العلم عن وعاظ عصره من أفواههم مباشرة، وذلك لندرة المدارس في الصحراء، وبذلك لم يتسنَى له التعمق بعلوم الدين؛ لأنّها مسائل خاصة بالفقهاء ولعدم قدوم الفقهاء إلى الصحراء لتدريس أبنائها الدين، فتعلم من ثورة عبد الله بن ياسين.
أعمال وإنجازات بن تاشفين
كان يوسف قائداً عسكرياً في جيش المُرابطين، فلم تكن له سُلطةٌ كأميرٍ عليهم، بل كانت للأمير ابن عمه، أبي بكر بن عمر اللمتوني، واقتصرت أعمال يوسف على تنفيذ أوامره، إلى أن تمكن من صقل نفسه، ليتسلم فيما بعد الإمارة ويُصبح صاحب سلطةٍ عليها، ولمع نجمه لأول مرة في عام 1056 للميلاد وتحديداً في معركة الواحات، ثمّ عين من قِبَل الأمير أبو بكر والياً على مدينة سجلماسة بعد أن تمكن من فتحها، ومن بعدها فتح كلّأً من: جزولة، وماسة، وبلاد السودس، ثمّ تادلا، وتوالات انتصاراته.
أمير المسلمين
على إثر قيادته لجيش المرابطين، وتحقيق انتصاراتٍ عظيمة في شذونة في الأندلس وغيرها من المناطق، ونتيجة لمقتل الإمام ابن ياسين متأثراً بجراحه، واختيار المرابطين لأبي بكر ليكون إماماً عوضاً عنه وليرأس المرابطين دينياً، الأمر الذي دفع ابن تاشفين لأن يكون رئيساً في الحكم. وبعد النظر بحال المرابطين لكونهم ابتعدوا عن الصحراء، وجد أبو بكر بأن تكون سُلطته في الصحراء، وأن تكون سُلطة ابن عمه يوسف في الشمال، ولم يدم الحال طويلاً حتّى تنازل أبو بكر ليوسف عن الإمارة المطلقة معللاً ذلك بأنّه الأشجع والأعدل والأحزم وصاحب الرأي السديد.