مدينة سكيكدة السياحية
مدينة سكيكدة
سكيكدة أو رسيكادا كما سُميت بالفنيقية هي من أجمل المدن السياحية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط من السواحل الشرقية في الجزائر، وهي عاصمة ولاية سكيكدة، وتبلغ مساحتها 52 كم²، وتقع هذه المدينة تحديداً على ضفاف نهر زرامنة، وهي محصورة بين تلال بويعلي سبع بيار في الغرب، ومن الشرق تلال بوعباز، وتشتهر هذه المدينة بالشواطئ السياحية الجميلة، وبالآثار التاريخية المهمة فيها، كما تعتبر هذه المدينة من أهم الموانئ الرئيسية في الجزائر.
تاريخ وتسمية مدينة سكيكدة
تأسست هذه المدينة في عهد الفنيقيين بين القرنين 11 و12ق.م، حيث كانت مستعمرة فينيقية بسبب موقعها المهم على البحر، فأسس الفنيقيون الكثير من الموانئ التجارية؛ مثل: مرفأ تصفتصف (الصفصاف)، ومرفأ أستورا، وروسيكاد أي سكيكدة (رأس المنارة)؛ حيث كان الفنيقيون يشعلون النار على رأس الجبل إشارة لميناء أستورا الذي يقع غرب روسيكاد بمسافة 3كم.
في عهد الملك نوميديا أصبحت سكيكدة وأستورا إحدى مدن الفترة النوميدية، فنشأت العلاقات التجارية بين الرومان والنوميديا، وبعد سقوط مملكة نوميديا أصبحت المدينتان من المستعمرات الرومانية؛ حيث سُمِّيت المدينة باسم كولونيا فينيريا روسيكادا، وكانت مصدراً للمنتجات الزراعية، وازدهرت المدينة في عهد الأباطرة الأنطونيين، ولكنها تعثرت ودمرت عام 439م مع دخول الوندال إليه، ثمّ انتعشت مرة أخرى مع قدوم المسلمين إليها في القرن السابع الميلادي، وعرفت حينها باسم رأس سكيكدة، ومع دخول الفرنسيين إلى الجزائر احتلت هذه المدينة عام 1838م، وسميت باسم فيليب فيل، وبعد تحرير الجزائر أصبح اسم المدينة سكيكدة، وهو الاسم الحالي لها.
الآثار التاريخية في مدينة سكيكدة
- الآثار الرومانية: أهم الآثار الرومانية في المدينة هو المسرح (الفوروم) الروماني، ويقع في مركز سكيكدة، ويعتبر من المسارح الرومانية القديمة، حيث يتسع لستة آلاف متفرج، وهو أكبر المسارح الرومانية في الجزائر وأفريقيا، بالإضافة إلى الجسور الرومانية المنشأة من الصخور الكبيرة.
- المسرح البلدي: بُني هذا المسرح عام 1912م، ويعتبر جوهرة الهندسة المعمارية على نمط أشكال هندسية.
- فنــدق المدينـــة: يتميز بجماله الداخلي من جداريات، ولوحات فنية حيث يتميز بالفن المعماري الذي يعود إلى عهد المورسك (بعد سقوط غرناطة الأندلس).
- متحــف سكيكدة: يحتوي على العديد من القطع التاريخية؛ مثل: التماثيل الفينيقية، وشواهد للقبور، والأدوات الحجرية، ورؤوس السهام التي تعود إلى ما قبل التاريخ، وقطعة أثرية نادرة تعود لمدينة قرطاج الفينيقية.
- قصر بن قانة: بُني هذا القصر عام 1913م في عهد الاحتلال الفرنسي، ويتميز بالطراز المعماري المغربي الفخم الذي أشرف على تصميمه المهندس مونطلان.
- كنيسة سانت تراز: هي من المعالم الأثرية في سكيكدة، وأنشئت في عهد الاستعمار الفرنسي.
- تذكار 20 أغسطس (أوت) 1955م: بُني هذا التذكار تخليداً لشهداء الثورة التحريرية التي قامت خلال أحداث يوم 20 من شهر أغسطس/آب عام 1955م.
- مسجـد سيـدي عــلي الذيب: أنشئ هذا المسجد في عهد الاحتلال الفرنسي سنة 1844م، وهو من أشهر المساجد في الجزائر؛ لأنه يضمّ ضريح الولي الصالح علي الديب، ويتميز بمنارته الشامخة التي من خلالها يمكن مشاهدة المدينة القديمة، ويشتهر بالزخارف الجميلة ذات الألوان الفريدة، والمخطوطات القرآنية المتعددة.
- المقبــرة الأوربية: أُنشئت هذه المقبرة في عهد الاستعمار الفرنسي سنة 1889م، وتحيط بها أشجار الصنوبر، والسياج الذي يحميها من السرقة، وتعتبر وجهة أولى للسياح الأجانب.
- مسجـد سيـدي الكبير: وهو من المعالم الدينية لمدينة القل، وبُني هذا المسجد في عهد الأتراك.
مناطق الاستجمام في سكيكدة
- منطقــــة سطورة (الرواق): تقع في غرب مدينة سكيكدة، وتضم ميناءً للصيد الذي يشتهر بمدرسة الإبحار الشراعي، وتحتوي كذلك على العديد من الشواطئ الجميلة والصغيرة؛ مثل: شاطئ الكوري، وميرا مار، ومولو، و شاطئ الجنة، كما تتميز سكيكدة بالشريط الساحلي الممتد على مسافة 140كم، والذي يحتضن الكثير من الخلجان المتميزة؛ مثل: خليج القل، وسطورة، كما تحف هذه الشواطئ الغابات الخضراء الجميلة، مما جعل شواطئها مركزاً سياحياً مزدهراً خلال أوقات السنة، وما يزيد المدينة جمالاً هو مهرجان الفراولة الذي يقام سنوياً في المدينة.
- منطقة البلاطان: تقع شرق مدينة سكيكدة، وتتميز بطول شاطئها الذي يمتد على مسافة 10كم إلى جبال فلفلة، ويشتهر الشاطئ بالرمال الناعمة الذهبية التي يستمتع بها الزائر.
- الآثار المقدسة: تقع شرق مدينة سكيكدة على مساحة 180هكتاراً، وتشتهر بالثروات البحرية والطبيعية، والآثار التاريخية.
- منطقة العربي بن مهيدي: تقع شرق مدينة سكيكدة على مساحة 206هكتاراً، وهي من أكبر مناطق الجذب السياحي، حيث تحتوي على الثروات الطبيعية مثل: الغابات، والجبال، والساحل البحري.
- منطقة وادي بيبي: تقع غرب مدينة سكيكدة على مساحة 788هكتاراً، وتتميز بالجبال والغابات والشواطئ البحرية.
أعلام مدينة سكيكدة
برز الكثير من الأعلام المشهورين في مدينة سكيكدة؛ مثل: الدكتور عبد القادر نطور؛ الأكاديمي والكاتب والصحفي، ومن الكتّاب أيضاً: نبيل فارس، وعبد الرزاق بوحارة، ومصطفى نطور، وأحمد شنيقي، ومن الشعراء: إدريس بوذيبة، ومسعود حديبى، وعبد الحميد شكيل، وعلي بوزوالغ، والشيخ الطاهر نطور المفكر والإمام.