مدينة يافا الفلسطينية
فلسطين
تقع دولة فلسطين غرب نهر الأردن، في قلب الدول الشرق أوسطية، وتربط بين غرب آسيا وشمال أفريقيا، يحدّ دولة فلسطين من الجهة الشمالية لبنان وسوريا، ويحدّها من الجهة الغربية البحر الأبيض المتوسّط، أومن الشرق تحدها الأردن، وتشترك حدودها الجنوبيّة مع مصر وخليج العقبة الأردنيّ.
مكانة فلسطين
تتميّز فلسطين بمكانتها الهامّة والمقدسة؛ فهي مهد ولادة السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وإلى أرضها المباركة أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم وعرج به منها إلى السموات العليا في ليلة الإسراء والمعراج، كما أنّ فيها الحرم الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأقصى الذي تشدّ الرحال إليه في القدس، وكنيسة القيامة في القدس، وبالإضافة إلى المعالم الدينيّة في فلسطين، فإنّ معظم المدن الفلسطينية هي مدنٌ لها تاريخها العريق وأصالتها المتفرّدة مثل مدينة يافا الفلسطينية.
مدينة يافا الفلسطينية
تسمى مدينة يافا الفلسطينية المعروفة بعروس فلسطين بعروس البحر؛ لأنّها تقع على ساحل البحر المتوسّط، وعلى بعد 55كم إلى الجهة الغربية من مدينة القدس، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 35م، وبسبب موقعها المتميّز تعتبر مدينة يافا من أجمل المدن الفلسطينية وأكثرها روعةً.
تسمية يافا
يعود أصل تسميتها باسم “يافا” إلى العرب الكنعانيين، الذي يعني باللغة الكنعانية القديمة الجميل جداً، أو صاحبة المنظر الجميل، وقد أشار المؤرخّون إلى أنّ معظم الأسماء التي أطلقت على مدينة يافا عبر العصور والحضارات المختلفة، كانت جميعها ترمز إلى الجمال والروعة، وهذا دليلٌ قاطع على إجماع العالم كلّه بحضاراته المختلفة على روعة وجمال هذه المدينة.
الزراعة في يافا
اشتهرت مدينة يافا بالزراعة، وعلى وجه الخصوص زراعة الحمضيات، ومن أشهر منتجاتها الزراعية، البرتقال اليافاوي الذي يُصدر من خلال ميناء يافا للعديد من الدول حول العالم، بالإضافة إلى الصناعات الورقيّة، وصناعة البلاستك، والزجاج، والصابون.
تاريخ يافا
تعود بداية تاريخ مدينة يافا الفلسطينية إلى فترة وجود الكنعانيين على أرض فلسطين، وبنائهم لمدينة القدس العريقة، وقيامهم ببناء ميناء يافا أيضاً، والذي يعد قديماً بقدم المدينة ذاتها، حيث يشير المؤرخون والخبراء إلى أن الميناء قد تم بناؤه منذ أكثر من أربعة ألاف عامٍ، وبالرغم من أنّه تمّ في العام 1965م منع السفن الكبيرة من العمل في الميناء، إلا أنّه يستمرّ حتى وقتنا الحالي باستقبال السفن السياحية وقوارب الصيد الصغيرة.
تاريخ يافا قبل الميلاد
تعاقبت الكثير من الحضارات على مدينة يافا الجميلة، فالكنعانيون هم أوّل من سكن مدينة يافا، والذين حاولوا بجهد حمايتها من السرقات والنهب، والاحتلال، فقد حاول الجميع السيطرة على هذه المدينة بسبب موقعها الاستراتيجي، وبالفعل احتلها الفرس، ومن ثم استولى عليها الإسكندر المقدوني في العام 331 ق.م، وضمها لإمبراطورتيه الواسعة، وبقيت الأوضاع على ما هي عليه حتى احتلّ الرومان في العام 63ق.م يافا وفلسطين جميعها.
أصبحت مدينة يافا خاضعة للحكم الروماني، وكانت فترة الحكم الروماني من أسوأ الفترات التي مرّت بها مدينة يافا، فقد تعرّضت للكثير من عمليات النهب، والحرق، والتخريب، بسبب وجود مشاكل ونزاعات بين الفئة الحاكمة من الرومان، وتمكّنت بعد ذلك كليوبترا التي كانت تحكم مصر في ذلك الوقت، من السيطرة على مدينة يافا، وبقيت كذلك حتى نهاية العام 30ق.م، وقد أعادها بعد ذلك أغسطس قيصر إلى حكم هيرودوس الكبير، الذي أمر بإنشاء ميناء قيسارية شمال مدينة يافا، وبقيت تحت سيطرتهم حتى العام 6ق.م، وبعدها تمّ ضم جميع الأراضي الفلسطينية للإمبراطورية الرومانية.
تاريخ يافا بعد الميلاد
أصبحت مدينة يافا في القرن الرابع من بعد الميلاد ولاية بيزنطينية، ودانت بالدين المسيحي بأمر من الإمبراطور قسطنطين الأوّل، وزادت أهمّية فلسطين ومكانتها الدينية، فأصبح الحجاج يأتون للحج في فلسطين من خلال ميناء مدينة حيفا، ثمّ تخلّصت مدينة حيفا من حكم البيزنطيين في القرن السابع بعد الميلاد، فقد دخلها الصحابي عمرو بن العاص، ونشر الإسلام فيها، وبقيت تحت السيطرة الإسلامية حتى ضعفت الدولة العثمانية وتمزّقت، وخضعت مدينة يافا للاستعمار البريطاني، الذي تحوّل بعد ذلك ليصبح الانتداب البريطاني، والذي قام بدوره بتسليم مدينة يافا لليهود لإعلان قيام الدولة اليهودية على أرضها في العام 1948م، وما زالت مدينة يافا تحت الاحتلال اليهوديّ إلى يومنا هذا.
التعداد السكاني في يافا
يُقدّر التعداد السكاني في مدينة يافا في وقتنا الحالي بحوالي خمس وعشرين ألف مواطن عربي، يحملون الجنسية الإسرائيلية، و120000 يهوديّ، إلا أنّه على الرغم من كثافة الوجود اليهود في المدينة، إلا أنّها ما زالت تحتفظ بمعالمها العربيّة القديمة.
المعالم التاريخيّة في يافا
- المسجد الكبير أو جامع يافا الكبير: يقع المسجد في البلدة القديمة في مدينة يافا، وهو مكوّن من طابقين، ويتميّز بضخامته وبنائه الرائع، وبجانبه نبع ماءٍ يعرف بسبيل المحموديّة.
- مسجد حسن بك: هذا المسجد واقع في حيّ المنشية، ويعدّ المعلم العربيّ الإسلامي الوحيد في حيّ المنشية، بسبب قيام العصابات اليهودية بتغيير وهدم كلّ شيء عربي في المدينة.
- كنيسة القلعة: تعتبر من أقدم الآثار في المدينة، وهناك إلى جانبها ديرٌ للرهبان يخصّ الطائفة الكاثوليكيّة.
- ساحة الساعة: تعرف أيضاً بالساحة، وهي ساحةٌ عامةٌ في وسط مدينة يافا، تشمل بناية الجامع الكبير وسراي الحكومة قديماً، يوجد في وسطها برجٌ كبير عل قمّته ساعة، وقد شهدت هذه الساحة العديد من المعارك والمظاهرات والتجمّعات الشعبيّة، وسقط فيها الشهداء.
- ساحة العيد: وهي مكان تجمّع المسلمين للاحتفال بأعيادهم، وهي جزءٌ من المقبرة القديمة.
- المساجد: كان هناك العديد من الجوامع التي قامت إسرائيل إمّا بهدمها أو تغيير ملامحها مثل جامع الطابية، وجامع إرشيد، وجامع البحر، وجامع حسن باشا، وجامع العجمي، وجامع الشيخ رسلان، وجامع الدباغ، وجامع السكسك، الذي قامت إسرائيل بتحويله إلى مصنع للبلاستيك، وجامع البركة، وجامع الجبلية.
- معالم أخرى: هناك العديد من الحمّامات التركيّة القديمة، والكثير من الأديرة والكنائس المسيحيّة التابعة لمختلف الطوائف.