مدينة اليمامة
مدينة اليمامة
اليمامة هي بلدةٌ صغيرةٌ في منطقة الخرج، حيث تقع في منطقة الجبيلة شرق قرية العينيّة، على بعد 30كم شمال الرياض عاصمة المملكة العربيّة السعوديّة، وسبب شهرة هذه المدينة هو وقوع معركة اليمامة المشهورة على أرضها، وما زالت قبور الصحابة الموجودة في سفح الجبل تشهد على تلك الواقعة، ولليمامة شهرةٌ في التراث العربيّ والتاريخيّ والجغرافيّ؛ حيث كانت جزءاً من إقليم نجد وسط الجزيرة العربيّة، ويبلغ امتداد طولها 900كم، وعرضها 400كم.
موقع الإقليم قديماً
يمتدّ إقليم اليمامة الذي يتّخذ الشكل الرباعيّ من الشرق من نقطة التقاء صحراء الدهناء في صحراء الربع الخالي، حتى الشمال محاذياً لرمال الدهناء الغربيّة وبلاد القصيم، ومن الجنوب يُعدّ الحدّ الفاصل بين بلاد نجران وجنوب غرب اليمامة، ومن الغرب يفصله عن الحجاز قفار نجد العالية، وتوسّط هذا الإقليم قديماً سلسلة جبال العارض المسمّاة بطويق التي تمتدّ من الزلفي شمال اليمامة حتّى حدود الربع الخالي، ومن أشهر وديان هذا الإقليم: وادي مرخ، والمشقر، والفقي، وحنيفة، وقرّان، والهدّار، والغيل، وتمرة، وماوان، وبرك، والمياه، ومن السيول المتشكّلة من هذه الوديان ظهرت الروضات والمراعي.
موقع الإقليم حديثاً
تقع حدود إقليم اليمامة داخل منطقة الرياض، ويتشابه في حدوده الجغرافيّة مع بلاد اليمامة قديماً، ويشمل اليوم الأقاليم الآتية: الزلفي، والغاط، وسدير، والعارض، والشّعيب، والبطين، والخرج، والحوطة، والحريق، والأفلاج، والسليل، ووادي الدواسر، والمحمل.
التاريخ
كانت اليمامة من المراكز التي تمرّ فيها القوافل التجاريّة القديمة، وسكنتها العديد من القبائل العربيّة، ويُذكر أنّ اليمامة سُميّت بذلك نسبةً إلى قرية جو اليمامة، وعُرفت هذه البلاد قبل زمن زرقاء اليمامة أي قبل الإسلام؛ حيث كانت جزءاً من أراضي مملكة كندة في القرن الرابع الميلاديّ.
عُرفت مدينة اليمامة بمدينة حَجْر في القرن السابع الهجريّ، وسكنها بنو حنيفة من جديد في القرن الثالث الهجريّ، وأقام فيها بنو قحطان، وشهدت هذه المنطقة معركة اليمامة أو عقرباء التي حدثت سنة 11هـ في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي قامت بين المسلمين والخوارج عن الدين أي المرتدّين بقيادة مسيلمة الكذاب وسجاح التميمية، وانتصر فيها المسلمون، وفي عهد الأمويّين أقام فيها نجدت بن عامر، قائد طائفة النجدات وهم الخوارج، دولته ثمّ سقطت، وفي العهد العباسيّ أُقيمت على أرضها الدولة الأخيضرية نسبةً إلى محمد بن يوسف الأخيضر، واستمرّت حتى منتصف القرن الخامس الهجريّ بعد أن استولى عليها القرامطة، ومن ثمّ توالت عليها فترات غير مستقرةٌ من الحكم، وعُرفت بعد تلك الفترة باسم نجد كما كانت.