مدينة مرتيل المغربية
مدينة مرتيل المغربية
مرتيل هي مدينة سياحيةٌ جميلةٌ تقع على الساحل الشماليّ لمضيق الفنيدق في محافظة تطوان في المغرب، ومرتيل هي كلمة إسبانيّة الأصل (ريو مارتن) أطلقها الإسبان على المدينة خلال الاحتلال الإسبانيّ لها، وتتميز هذه المدينة بالشواطئ الجميلة والنظيفة ذات الطابع السّياحيّ، حيث شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من الإصلاحات المعماريّة للنهوض بها كوجهةٍ سياحيّةٍ.
معالم مدينة مرتيل
برج مرتيل
يعتبر برج مرتيل من الشواهد التاريخيّة لتاريخ المدينة، ويقع هذا البرج على الضّفة اليسرى لمصبّ وادي مرتين من منطقة تمودة المُقابلة لمدينة تطوان، فالبرج ما هو إلا حصنٌ عسكريٌّ أمر ببنائه القائد أحمد بن الباشا الرّيفي عام 1719م؛ لحماية السّاحل المغربيّ لمدينة تطوان وسبتة من هجمات الإسبان، ولكنه قبل ذلك فكرةٌ أنشأها البرتغاليون لحماية سُفنهم من الهجوم البحريّ الشّرس من قبل بحارة مرتيل أو مرتين، عام 1520م، حيث لم يقتصر هجومهم على تلك السفن، بل تعداها لمهاجمة مدينة سبتة والمدن الإسبانيّة، فعندما كانت هذه المدينة مُستعمرة إسبانية عام 1860م، بنى الإسبانيون هذا البرج مرة أخرى كقاعدةٍ عسكريةٍ لحماية مدخل وادي مرتين بعد أن دمّرته السّفن العسكرية الفرنسية.
ميناء مرتيل
عبر تاريخ مدينة مارتيل التي شهدت مكانة مهمة خلال الاستعمار الإسباني، كان لميناء مرتيل أهميّة كبيرة، وحافظ على تلك المكانة حتى القرن الثامن عشر، فميناء مرتيل ميناءٌ قديمٌ ومهمٌّ على البحر الأبيض المتوسّط شيّده الاستعمار الإسبانيّ، فخلال فترة الاحتلال الإسبانيّ شغله الإسبان، وحموه من انجرافات التربة من خلال الجرّافات التي تنقل التربة (كجرافة رغراغا الشهيرة) لحماية السفن التي ترسو في الميناء؛ كسفينة شاطا الكبيرة، فأمّا اليوم فهو ميناءٌ بسيطٌ مُخصّصٌ لصيد الأسماك، بعد أن كان مُهمّاً لشحن البضائع إلى أوروبّا، ونقل السيّاح للسفر، والحجيج للديار المقدسة، فتراجعت أهميّته وأُهمل بعد خروج الإسبان، ورحيل الجرافة رغراغا، ففي عام 1963م انجرفت التربة والوحل إلى مدخله، فانجرف الإرث التاريخي لهذا الميناء الضخم الذي يربط المغرب بقارة أوروبا.
نذكر أيضاً أن ميناء مرتيل هو ميناءٌ شبيه في بنائه كميناء أبوا بالعاصمة الرباط، وميناء رقراق في القنيطرة، ولكنه يختلف من حيث الوحدات الصناعيّة التي تحيط به؛ كوحدة خوان الصناعيّة، وكارلوس، وميغي، ورباطي، وحساني، فهذه الوحدات الصناعيّة هي مصدر رزق لتشغيل الأيدي العاملة آنذاك؛ مثل: مصانع أقلام الرصاص، وغيرها من المنتوجات الصناعية التي تنتجها تلك الوحدات، والتي تنقلها السفن الكبيرة كسفينة تارغا، وريشوكا، وماريتيرا.
كورنيش مارتيل
بعد استقلال المغرب، وفي العهد الحديث أصبحت هذه المدينة مدينةً سياحيةً بعد التطور الكبير الذي شهدته من خلال بناء الفنادق، وأماكن التسوق والتجارة، والمشاريع السياحية، وأهمها كورنيش الشاطئ الذي يبلغ طوله 2200 مترٍ، وبمواصفات عالميّة لتشمل مواقف للسيارات، ومقاعد للمتنزّهين، والمساحات الخضراء، والملاعب الرياضيّة، فالكورنيش السياحيّ نهض كثيراً بأهمية مدينة مرتيل كوجهةٍ سياحيةٍ للسيّاح من مُختلف المناطق.