مدينة قنيطرة
قنيطرة
إحدى كبرى المُدن المغربيّة الشهيرة، الواقعة في منطقة الشّمال الغربيّ، وتطلّ بذلك على المحيط الأطلسيّ، وتفصلها مسافة أربعين كيلومتراً، عن العاصمة المغربيّة الرّباط من جهة الشّمال، ويبلغ عدد سكّانها حوالي ثمانمئة ألف نسمة، فيما تصلُ مساحتُها إلى قرابة ستمئةٍ وخمسين كيلومتراً مُربعاً، وتشمل تقسيماتُها الإداريةُ أربعَ مُقاطعات وهي؛ مدينة القنيطرة، والقنيطرة معمورة، والقنيطرة الساكنية، بالإضافة إلى مُقاطعة أولاد أوجيه.
تاريخ مدينة قنيطرة
مرت على مدينة قنيطرة العديد من الغزوات؛ فقد احتلّها الرومان ما بين الفترة الواقعة بين عامي 117م و97م، وقد شهدت مدينة قنيطرة تطوّراً عمرانياً كبيراً خلال العهد الروماني؛ شمل بناء المعسكر الرّوماني، والمعابد، والحمّامات والمنازل أيضاً، وخلال الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي، سُوِّرت المدينة بجدرانٍ فيها العديد من الأبواب والأبراج، ولا ننسى الحركة الاقتصاديّة التي أنعشت المدينة؛ بحكم موقعها الجغرافي المُهم.
في القرن الخامس عشر ميلادي دخلها البُرتغاليّون، فيما طمع فيها الإسبان في القرن السّادس عشر الميلادي؛ وعندما دخلت القوّات الفرنسية المدينة، عام 1933م، أطلقت عليها اسم (بورت ليوطي)؛ لكنها استعادت اسمها الأصلي (قنيطرة) بعد استقلال المغرب عام 1956م، وقد مرت على المدينة أيضاً العديد من الحضارات الإنسانية نتيجةَ تلك الغزوات.
على الرّغم من وقوع مدينة قنيطرة على شبكة الطُّرق التّجارية الرئيسة الواصلةِ بين مدن شرق وشمال المملكة المغربيّة ووسطها؛ كمدن فاس، وتطوان، وطنجة، والرّباط، والدّار البيضاء، إلا أنّها من المدن حديثةِ النّشأة بصورتها الحاليّة، واسم القنيطرة مأخوذٌ عموماً من القنطرة الصغيرة التي كانت تمتدُّ فوق بحيرة الفوارات التي دُمّرت عام 1928م، وكان السّكان يُطلقون أسماء أُخرى على المدينة؛ مثل: حلق المعمورة، و(حلق سبو).
أهم المواقع الأثرية بالقنيطرة
تموسيدة
هو موقع تموسيدة أو (سيدي علي بن أحمد)، ويقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة القنيطرة؛ تحديداً على الضفّة اليسرى لنهر سبو، ويعود وجود الإنسان فيه إلى فترة ما قبل التاريخ حسب الدلائل الأثريّة المُكتشفة في المكان؛ كبقايا منازل ترجع للفترة الموريّة، والأواني الفخارية التي ترجع إلى النصف الأول من القرن الثاني قبل الميلاد، ويُعتبر هذا الموقع أهمّ المواقع الأثريّة في المنطقة الغربيّة من المغرب.
قصبة المهديـة
تقع قصبة أو قلعة المهديـة على بعد اثني عشر كيلومتراً من مدينة القنيطرة، وتحديداً عند مصبّ وادي سبو، بالقرب من المحيط الأطلسي، وبُنيت هذه القصبة أعلى منحدرٍ صخريّ، وظلت بقايا أسوارها موجودةً لغاية اليوم، وكان الهدف من وراء بناء هذه القلعة السّيطرة على المنطقة السّاحليّة، وحمايتِها من أيِّ غزوٍ مُحتمل.
من المظاهر الباقية للقلعة؛ السّور، وبوابتان أيضاً، ويُعدّ الباب الشّرقيُّ الأهم هندسياً؛ فهو مبنيٌّ باستخدام الحجر بطريقةٍ مُنسجمةٍ ومُرتبة، بالإضافة إلى منزل القائد الرّيفي المُشيّد خلال القرن السّابع عشر الميلادي، وحمّامٌ خاصٌّ على الطّراز المعماريّ الإسبانيّ، ومخازن للمياه.