مدن صالح
مدن صالح
عُرفت مدن صالح باسم مدينة الحِجْر، وهي عبارة عن موقع أثري يقع في الجهة الشماليّة الغربيّة من المملكة العربيّة السعوديّة، تحديداً في محافظة تسمّى العُلا، والتي تتبع المدينة المنورة، وتمتاز المدينة بموقع استراتيجي؛ حيث تقع على الطريق الذي يصل الجهة الجنوبيّة لشبه الجزيرة العربية مع بلاد الشام، وبلاد الرافدين، ومصر، وقد استمد المكان شهرته وأهميته التاريخيّة من وقوعه على الطريق القديم للتجارة العربية، أمّا لفظ الحِجْر فكان يُطلق على ديار ثمور الواقعة في وادي القرى ما بين تبوك والمدينة المنورة.
الموقع الجغرافي
تقع مدن صالح على بعد اثنين وعشرين كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة العلا، وأربعمئة كيلومتر إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة، وخمسمئة كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة البتراء الأردنيّة، وتقع فلكيّاً عند دائرتي عرض 47-26 من الشمال، وخطّي طول 53-37 من الشرق، ويقع الموقع الأثري منها على منطقة سهليّة بالقرب من سفح هضبة مشكلّة من صخر البازلت، والتي تشكل الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من جبال الحجاز، أمّا الجهات الغربيّة والشماليّة الغربيّة من المدن فتحتوي على مياه جوفيّة يمكن الوصول إليها على عمق عشرين متراً، ويتميز الموقع بتكويناته الصخريّة، وطبيعته الصحراويّة التي تحتوي على العديد من النتوءات الصخريّة ذات الأحجام والارتفاعات المختلفة.
التاريخ
ذُكرت مدينة الحِجْر في القرآن الكريم على أنّها موطن قوم ثمود الذين استجابوا لدعوة النبي صالح عليه السلام، ولكنهم ارتدوا عن الدين وعقروا الناقة التي أرسلها لهم، فعاقبهم الله وأهلكهم بالصيحة، وتعتبر مدن صالح من أهم حواضر الأنابط بعد مدينة البتراء الأردنيّة التي اتخذوها عاصمة لهم، وقد برزت أدوارها الحضاريّة في القرن الأول قبل الميلاد، والأول الميلادي، وكان ذلك خلال ازدهار الدولة النبطيّة قبل سقوطها عام 106 ميلادي على يد الإمبراطوريّة الرومانيّة، وبحسب الاعتقادات فإنّ حضارة الحِجْر استمرت حتى القرن الرابع للميلاد، وقد اتخذتها مملكة حيان الشماليّة لشبه الجزيرة العربيّة عاصمة لها.
السياحة
تعدّ مدن صالح واحدة من أهم الوجهات السياحيّة السعوديّة، ففي عام 2008 ميلادي أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم، والتربية، والثقافة أنّ مدن صالح تعتبر موقعاً تراثياً عالميّاً، وبسبب ذلك انضمت المملكة إلى قائمة الدول التي تتضمن موقعاً تراثياً عالميّاً.
تضم مدن صالح حوالي مئة وثلاث وخمسين واجهة من الصخور المنحوتة، ومجموعة من الآثار الإسلاميّة المتمثلة في القلاع، وبقايا سكة حديد الحجاز التي تمتد لمسافة ثلاثة عشر كيلومتراً، إضافة إلى المحطة والقاطرات.