مدينة القليعة
مدينة القليعة
تعتبر الجزائر من أكبر الدول مساحة في القارّة الإفريقيّة، فهي تشرف على موقع متميّز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكغيرها من الدول الساحليّة تميّزت بمكانة وأهميّة خلال الحضارات القديمة.
مدينة القليعة هي من أبرز المدن الجزائرية، فالقليعة هي تصغير لكلمة قلعة وسُميت بذلك نسبة إلى الأندلسيين الذين سكنوا هذه المدينة وأطلقوا عليها ذلك الاسم، وتقع مدينة القليعة على مسافة ثلاثين كيلومتراً من غرب العاصمة الجزائر، وتتبع إداريّاً إلى ولاية تيبازة في الجزائر.
تاريخ مدينة القليعة
تأسست مدينة القليعة عام 1550 بعد سقوط مدينة غرناطة أواخر حكم المماليك في الأندلس، فبعد سقوط غرناطة آثر الكثير من الأندلسيين الرحيل إلى المدن الأندلسيّة الموجودة في السواحل المقابلة لها.
اختار الأندلسيّون المنحدرون من أصول القشتاليين والبلنسيين والغرناطيين الإقامة في تلك المدينة بعد أن أطلقوا عليها اسم القليعة نسبة إلى مدينة القلعة الموجودة في غرناطة، فكان أول من أسسها حسن باشا بن خير الدين بربروس بداية الحكم العثماني للدولة الإسلاميّة.
أصبحت القليعة ملاذاً آمناً لهؤلاء المهاجرين القادمين من الأندلس، فكان عامّة المهاجرين هم من الطبقة المتوسطة، حيث احترف أهل القليعة مهنة الفلاحة، والحرف التقليدية، والصناعة والتجارة، وشيّدوا القصور والمنازل ذات الطابع الأندلسي الذي ما زال طابعاً واضحاً وبصمة حقيقيّة لهذه المدينة، حيث التزم سكان القليعة وحافظوا على التقاليد والعادات الأندلسيّة إلى يومنا هذا.
معالم مدينة القليعة
تعتبر القليعة مقصداً سياحيّاً مهمّاً لمن أراد أن يستذكر ويشاهد معالم الحضارة الأندلسيّة، حيث يغلب على الشوراع الضيّقة والعمارة الموجودة في القليعة بصمة الأندلسيين، فشيّدوا منازلهم بناءً على حضارتهم، ومن أشهر المعالم الموجودة في القليعة وما زالت موجودة إلى الآن القلعة العتيقة، والمسجد العتيق، ومقام الولي الصالح سيدي علي مبارك، وحي بن عزوز أحد أشهر الأحياء الشعبية فيها.
العادات والتقاليد في القليعة
تعتبر التقاليد الأندلسيّة إرثاً يجب المحافظة عليه ونقله بين الأجيال التي تسكن القليعة، فمن أبرز ما يحافظ عليه سكان القليعة هي الحرف الأندلسيّة التقليديّة كصناعة أثاث المنزل من الخيزران على الطريقة الأندلسيّة التي تتميّز بالنقش على الخشب، وكذلك حرفة صناعة الشبيكة التي تشتهر النساء بصناعتها.
برع أيضاً سكان القليعة بالغناء والموسيقا، حيث تم إنشاء دار الغرناطة التي تعنى بالمحافظة على الموسيقا والغناء الأندلسي، وتقوم هذه المدرسة بتدريس الغناء والشعر الأندلسي، والعزف على الآلات الموسيقيّة الأندلسيّة كالعود، والكمان والربابة، وتأسّست هذه المدرسة عام 1972م على يد نشطاء أحبوا الموسيقا الأندلسية الجزائريّة والتراث الفني للقليعة.