مدينة تل أبيض
مدينة تل أبيض
مدينة تل أبيض هي إحدى المدن السوريّة التابعة لمحافظة الرقة، تقع هذه المدينة في أرضٍ سهلةٍ خصبة تشتهر بكثرة الينابيع فيها، وتغذي هذه الينابيع نهر البليخ، ومنها نبع صلولع وعين حصان. تبعد تل أبيض عن محافظة الرقة نحو مئة كيلومتر إلى الشمال منها، وأطلق عليها هذا الاسم نسبةً لتلٍ أثري صخوره جصيّة يقع إلى جهة الشرق من المدينة.
نبذة تاريخيّة عن المدينة
تتميّز مدينة تل أبيض بإعمارها القديم والتلال الأثريّة المحيطة بها، وقد استوطنها البشر منذ العصور الغابرة بسبب خصوبة تربتها ووفرة المياه فيها، وموقعها المتميّز على طريق القوافل التجاريّة، وبعد تغيير طرق القوافل التجاريّة تراجع وضعها وتحولّت إلى قريةٍ زراعيةٍ صغيرة، لكنّها عادت في وقتٍ لاحق لمجدها إبان إنشاء الخطّ الحديدي لقطار الشرق السريع، وقد شطر هذا الخط المدينة إلى قسمين، القسم الشمالي أصبح تابعاً للدولة التركيّة، أما النصف الجنوبي فهو نواة المدينة في الوقت الحالي، والتي أخذت بالتوسّع بشكلٍ تدريجي باتجاه الغرب خلال النصف الأوّل من هذا القرن.
في بداية العقد السادس من القرن المنصرم تمّ إنشاء الحي الذي أطلق عليه اسم (حي التوسّع باتجاه الجنوب)، أمّا في الوقت الراهن فإنّ المدينة تشهد تطوّراً عمرانيّاً حديثاً، حتى إنّه قد فاق أضعاف ما كان عليه في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين للميلاد، وقد امتدّ هذا التوسّع باتجاه طريق الرقّة – تلّ لأبيض، إضافةً إلى جانبي الطريق.
عدد سكّان المدينة وطبيعة الأعمال التي يزاولونها
بلغ عدد سكان المدينة وفق إحصاءات عام ألفين وأربعة حوالي أربعة عشر ألفاً وثمانمئةً وخمساً وعشرين نسمة، مُعظمهم من العرب والتركمان الذين يُشكلّون حوالي تسعين بالمئة من إجمالي عدد السكّان فيها.
يعمل عددٌ من سكان مدينة تلّ أبيض في مجال الزراعة المسقيّة بطريقة البستنة، ويتمّ مد تلك المساحات الزراعيّة بالماء من عين الحصان ونبع صلولع، ويسعى سكّان المدينة إلى توسيع رقعة المساحة الزراعيّة فيها، ومن أهمّ المحاصيل الزراعيّة في المدينة الرمان والمشمش والجوز إضافةً للخضار. هناك فئة من سكّان المدينة يعملون في مجال التجارةِ الداخليّة، وذلك في السوق التي تقطع المدينة من كافة جهاتها، إضافةً لعملهم في الورش الكهربائيّة والميكانيكيّة في سبيل خدمة العمل الزراعي.
توجد في مدينة تلّ أبيض محطّة للرصد الجوي، وهي عبارة عن مركزٍ لشبكة من الطرق المزفتة التي تربط المدينة بمحيطها إضافةً لربطها بمدينة الرقّة.
السياحة في المدينة
تعتبر مدينة تلّ أبيض مركزاً مهماً لوقوعها بين تركيّا وسوريا، وتَشهد المَدينة نَشاطاً شبه دائم دوليّاً وتجاريّاً، وتشهد المدينة العديد من الفعاليات السياحيّة والثقافيّة والفنيّة من أهمها مهرجان تلّ أبيض.