وصف مدينة حمامات
مدينة حمامات
تُعدّ من أجمل المُدن السياحيّة المُطلّة على البحر المتوسط في تونس، تُعرف بطيبة أهلِها المضيافين والمُحافظين على تُراث مدينتهم، فهم يقومون بكلِّ أعمال الترميم لأولادهم بأيديهم ودون تدخّلٍ من الدولة ووزاراتها، بل وحتى على نفقتِهم الشخصيّة. يبلغ تعداد سكان هذه المدينة حوالي ثلاثة وستين ألف ومئة وست عشرة نسمةً، وتُعدّ هذه المدينة رمزاً للعراقة والأصالة بكافّة أبعادها، بالإضافة إلى أنّها مقصدٌ لكل طالبٍ للراحة، وكلُّ باحثٍ عن السكينة.
تتبع مدينة حمامات في تونس إلى ولاية نابل، والتي تُعرف بالرأس الطيب، وهي تبعد عن العاصمة التونسيّة مسافة تقدّر بحوالي ثمانين كيلومتراً، وتشتهر بحدائِقها الغنّاء التي تأسر العين بمختلف أنواعِ الورود والرياحين، لذلك تُوصف هذه المدينة بأنها قطعةٌ من الفردوس.
أسوار مدينة حمامات
يعود بناء أسوار هذه المدينة إلى القرن التاسع الميلادي، وتحديداً إلى حقبة الأغالبة وبنو زيري، وقد رُمِّمت لأكثر من مرّة، وهي شواهد عريقة على حضارة تلك الأقوام، وقد بُنيت بشكلٍ متوازي الأضلاع، ومُجهّزة بأبراجٍ للمُراقبة، وحصونٍ مربّعة الشّكل، ويبلغ سمك الضلع الواحد منها ستة أمتارٍ.
كانت مدينة حمامات تحوي ثلاثة أبواب مُدعّمة بصفائحَ معدنيّةٍ وحديديّةٍ مَنيعةٍ، كانت تُغلق عند المساء وأثناء صلاة يوم الجمعة أيضاً تحسُّباً لهجمات البدو المتكرّرة للاستيلاء على هذه المدينة، وهذه الأبواب هي: باب البلد ويُعرف أيضاً “بباب السوق”، وباب البحر، وباب القبلي.
أحياء مدينة حمامات
بما أنّ مدينة الحمامات هي مدينة ساحلية، تتمازج فيها زُرقة مياه البحر اللازرديّة على شواطئها الرمليّة، فتشكّل لوحة غنّاء ساحرة، أمّا أزقّتها وأحياؤها فضيّقةٌ ومتعرّجة، كثيرة الالتواءات، وقد تمّ طلاء مبانيها باللّون الأبيض، ولوّنت أبوابها باللّون الأزرق ممّا يبعث في نفس الزائر شعوراً من الفرادة والراحة، تُزيّن فناءاتها أشجار البرتقال والليمون، وتعبق في أرجائها رائحة الفلّ والياسمين.
السياحة في مدينة حمامات
تُعتبر مدينة حمامات من أهمّ المدن السياحيّة على مستوى العالم، وذلك لتوفّر كل مقومات السياحة فيها، من خدمات وفنادق ومنتجعات فخمة كمنتجع مارينا، والتمتع بالرياضات البحريّة كركوب الزوارق والغوص والسباحة مع الدلافين، بالإضافة إلى المناطق الأثريّة المُنتشرة فيها كموقع بوبوت، وهو الاسم القديم للمدينة، والحمّامات وقنوات جرّ المياه التي تعود للعهد الروماني، ومازالت صالحة للاستخدام إلى يومنا هذا.
تجدر الإشارة أيضاً إلى غِناها بينابيع المياه المعدنيّة “الحمامات” ذات الشهرة الواسعة التي يقصدها الزوار بهدف الاستحمام في مياهها ذات القدرة العلاجية بهدف الاستشفاء من بعض الأمراض، خصوصاً تلك المتعلّقة بالآلام الروماتيزمية والمفاصل؛ هذه المدينة بحق هي جوهرة المدن التونسية، ودُرّة المتوسط بلا منازع.