وصف مدينة قيروان
مدينة القيروان
تقع مدينة القيروان في دولة تونس، وتحديداً في الجهة الشرقية منها؛ حيث تبعد قرابة مئة وستين كيلومتراً تقريباً عن مدينة تونس العاصمة، إلى الجنوب منها، كما تقع أيضاً إلى الشمال من مدينة صفاقص، وإلى الغرب من مدينة سوسة، وهي قريبة من مياه البحر الأبيض المتوسط.
تأسيس المدينة
تعتبر مدينة القيروان من أعرقِ المدن الإسلامية، ومن أكثرها التصاقاً بتاريخ هذه الأمة، خاصّةً بفترة الفُتوحات الإسلاميّة التي شرَّقت، وغرَّبت، فبعد أن تأسّست المدينة على يد القائد المُسلم عقبة بن نافع -رحمه الله- في العام خمسين من الهجرة بهدف استقرار المسلمين فيها، صارت هذه المدينة مَركزاً مهمّاً لانطلاق حركة الفتوحات الإسلامية إلى باقي المناطق الغربية من قارة أفريقيا، إلى جانب إسبانيا، وبعض المناطق الأوروبية، والتي استطاع المسلمون إحراز انتصارات عديدة فيها.
المدينة في العصر الحالي
تُعتبر القيروان اليوم واحدةً من أهمّ المدن التونسية، كما تُعتبر مركزاً للولاية التي سمّيت على اسمها. تحتوي مدينة القيروان على عدد من المناطق المهمة؛ كشارع ثورة 14، وشارع الجمهورية، وساحة الشهداء، وهي تحتوي أيضاً على عددٍ من الأماكن التعليمية المهمة، والأسواق، والشركات، والدوائر الحكومية، والبنوك، وغيرها.
الدور الحضاري لمدينة القيروان
لعبت القيروان دوراً حضارياً كبيراً جداً، ولعلَّ ذلك ابتدأ من دعوة عقبة بن نافع لها بأن يباركها الله، وأن يجعلها مدينةً تفيض بالخير، والعلم. ومن هنا، فقد كانت هذه المدينة سبباً من أسباب دخول أفواجٍ كبيرة في دين الإسلام، كما كانت منارةً يتعلّم فيها الناس القرآن الكريم، والدين الإسلامي، واللغة العربية، وباقي العلوم المختلفة.
خرّجت مدينة القيروان العديد من أعلام الأمة، نذكر منهم: ابن رشيق القيرواني، وابن الجزار، وأسد بن الفرات، والإمام سحنون، وعبد الله بن الأغلب، والمُعِزِّ بن باديس. هذا وقد تسابق أعلام الأمة، ونبلاؤها على خدمة سكان القيروان من خلال تعليمهم، ولعلَّ أبرزهم جماعة التابعين الذين أرسلهم الخليفة الراشدي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-.
معالم المدينة
تحتوي مدينة القيروان على العَديد من المعالم التاريخية، والدينية، والأثرية المهمّة، من بينها، وعلى رأسها المساجد، وعلى رأس المساجد يأتي مسجد القيروان، أو مسجد عقبة بن نافع الذي تأسّس مع تأسيس المدينة، والذي يُعتبر من أبرز مساجد العالم الإسلامي.
تحتوي القيروان أيضاً على معالم أخرى من بينها: جامع الأبواب الثلاثة، ومقام سيدي عمر عبادة، ومقام سيدي عبيد الغرياني، ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي، والمتحف الوطني للفنون الإسلامية، وفسقيات الأغالبة، إلى جانب المناطق القديمة والمميزة في المدينة.