مدينة سقبا ريف دمشق

مدينة سقبا ريف دمشق

كثيرةٌ هي البلدات والقُرى التي حفرت اسمها عبر الزّمن، لنجدها وعلى الرّغم من مساحتها الصغيرة مخلّدة في كتب المؤرّخين القدامى، ومن هذه المدن كانت مدينة سقبا التي ذكرها الرحّالة ابن عساكر في كتابه “تاريخ مدينة دمشق”، وهي بلا شك اليوم تُعدّ من المدن السوريّة التي ذاع صيتها نتيجةً لعملِ وجدِّ أهلها، لتُلقّب بعاصمة المفروشات.

الموقع

تقع مدينة سقبا في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، وتُعدّ إحدى ضواحي دمشق وتحديداً في غوطة دمشق، وتتبع لمحافظة ريف دمشق، تبعد عن مدينة دمشق عاصمة البلاد حوالي ستة كيلومترات، تحدّها عدّة بلدات وقُرى، حيث تحدّها من الجهة الشمالية والغربيّة كلٌّ من قرية افتريس ومدينة حمورية وأيضاً مدينة جسرين، أمّا من الجهة الغربيّة فتحدّها ناحية كفر بطنا. ترتفع مدينة سقبا عن مستوى سطح البحر حوالي ستمئة وخمسين متراً، وإنّ عدد سكّانها يبلغ ستة وثلاثين ألف نسمة، يعمل معظمهم بالتجارة.

أصل التسمية

إنّ اختلاف اللهجات وتعاقب الحضارات يؤدّي دوماً إلى تغييرٍ في الألفاظ، وخاصّة التسميات التي تُطلق على البلاد والمناطق، ومن هنا فإنّ تسمية سقبا قد حُرّفت عبر الزمن من الأصل ثُقبا والتي تعني حسب لغتنا العربيّة ابن الجمل، فمعروف بأنّ هذه المدينة قديماً كانت مكاناً لبيع الجِمال والثقوب التي اشتهرت فيها.

الزراعة في سقبا

كانت سقبا فيما مضى ريفاً زراعيّاً، وكيف لا وهي واقعة في غوطة دمشق الغنّاء المعروفة بمائها وخضرتها، فكانت أشهر محاصيلها الزراعيّة إضافةً للخضروات النضرة، هي الأشجار المثمرة كشجر المشمش وأيضاً الدرّاق، إضافةً إلى شجر الجوز المنتشر بكثرة فيها، ناهيك عن الأشجار التي تُستعمل في صناعة الأخشاب كشجر الحور والقنّب.

سقبا والصناعات الخشبيّة

عُرف أهالي مدينة سقبا منذ سبعينيّات القرن العشرين بإتقانهم لحرفة النجارة؛ حيث أبدعوا في صناعة المفروشات الخشبيّة والتي يُطلق عليها اسم موبيليا، وبذلك تحوّل أغلب سكّان هذه المدينة إلى تجّار مفروشات يملكون صالات عرض لأعمالهم المصنّعة إضافة إلى الورش الخاصّة بهذه المهنة، الأمر الذي أدّى في غضون أعوامٍ قليلة لأن يكون شارع مدينة سقبا العام هو أكبر معرضٍ للمفروشات في العالم، لتدخل بذلك هذه المدينة في عام ألفين وعشرة للميلاد في كتاب غينيس للأرقام القياسيّة كأكبر تجمّع صالات مفروشات على مستوى العالم ككل.

الجدير ذكره أنّه يُقام في مدينة سقبا مهرجانٌ سنويٌّ يُعرف بـ”مهرجان مفروشات سقبا عروس الشام”، حيث تُعرض فيه إضافة لأعمال المفروشات، بعض الأعمال الحرفيّة اليدويّة الخشبيّة والتي تُعرف بتسمية “الحفر على الخشب”، والتي يجسّدها أمهر النجّارين في هذه المدينة، لتكون بذلك هذه المدينة مقصداً لكلّ من ينوي تجهيز بيته بأجمل المصنوعات وأتقنها، وخاصّة تلك التي تُزيّن بالصدف الموزاييك والنحاس.