مدينة تمبكتو
مدينة تمبكتو
تمبكتو أو تنبكت مدينة صحراوية، وهي ملقّبة بجوهرة الصحراء المتربّعة على الرمال، وهي إحدى المدن التاريخيّة الواقعة في غرب إفريقيا تحديداً في مالي، وهي من أهمّ العواصم الإسلامية هناك، وتعتبر بمثابة البوابة بين شمال إفريقيا وغربها، وملتقى القوافل البرية للقادمين من النيجر، وليبيا، ومن تودني.
تأسست المدينة في أواخر القرن الخامس الهجري أي الحادي عشر الميلادي، وذلك على يد قبائل من أصول أفريقية، وسكّانها هم الطوارق وعرب والقولان وصنغاي.
ظهر في تمبكتو العديد من الفقهاء والعلماء، وازدهرت فيها الحركة الثقافية، وتعاقب عليها الغزاة وآخر غزاتها كانت فرنسا والتي قاومها سكّان المدينة بقيادة محمد علي الأنصار الذي استبسل في المقاومة.
السكان والمناخ
إنّ أغلب سكان تمبكتو من الأنصار والطوارق ومن يحالفهم، وهناك مجموعات سكانيّة يعود أصلها إلى الأدارسة وبعض الشعوب ذات الأصول الأفريقية.
إنّ درجات الحرارة في تمبكتو مرتفعة جداً، ممّا يعيق حركة المسافرين والسائحين، لذا تعتبر فترة ما بين نهاية يوليو ونهاية نوفمبر هي الفترة الأمثل لزيارة المدينة.
السياحة في تمبكتو
مدينة تمبكتو مشهورة تاريخياً بالجامعة الإسلامية التي كانت تضم أكثر من 25 ألف طالب، وتحوي وثائق وكتابات إسلامية قديمة أصولها من القاهرة وبغداد وبلاد فارس، وتحوي أيضاً العديد من الوثائق المكتوبة باللغة العربية والتي تشمل علوماً هامّة منوّعة مثل: الهندسة والطب والقانون، وهذه الوثائق جميعها هي إحدى كنوز التراث الإسلامي في إفريقيا.
أمّا مساجد دجينغاريبير وسانكور وسيدي يحيى فهي من الأماكن الجميلة التاريخية في المدينة، والتي تم بناؤها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ورغم هذا فإنّ عدد سياحها قليل، حيث لا يزورها إلا عدد قليل من الرحّالين المتواضعين، كما أنّ الكثير من آثار المدينة ضاع في أيدي اللصوص وتجار السوق السوداء.
إنّ ما يميز تمبكتو بيوتها الطّينيّة التي شُيّدت من الرّمال المجبولة من المحيط الصحراوي الذي تتواجد فيه، وقد صُنّفت مساجد الطّين في تمبكتو كإحدى معالم التراث الإنساني التي يجب الحفاظ عليها.
تقع المدينة على نهر النيجر مما ميزها بأشجار السافانا التي اختفت جراء التصحر اليوم، فهي لا تنبت فيها الأعشاب نظراً لانعدام الأمطار، كما تميزت المدينة برحلات الركوب على الجمل والتي كانت تعتبر من الرحلات الشاعرية الرائعة التي تتميز بها تمكبتو.
أدرجت المدينة في عام 1990م على لائحة التراث العالمي المهدّد بالخطر، وقد تمّت إجراءات ترميم عديدة مكّنتها من استعادة بعض رونق معالمها وجمالها.