دولة حضرموت
دولة حضرموت
بسطت مملكة حضرموت نفوذها في عدد من المناطق اليمنية وخاصة في مدينة حضرموت، وكانت تتخذ من مدينة شبوة عاصمة لها، وجاء ذكر هذه المدينة ومسماها في كتب العهد القديم، ويشير معناها إلى فناء الموت، وتشير النصوص العربية الجنوبية إلى أن حضرموت هو اسم ينسب لأحد القبائل العربية، حيث يعود تاريخ قيام دولة حضرموت إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وشملت في قيامها الدولة الحميرية وضمتها.
تضاربت الأقوال حول كون حضرموت هي ذاتها الأحقاف، إذ لا يوجد أي ذكر موثق لهذا الكلام خاصة في كتابات خط المسند، كما أن القرآن الكريم لم يشِر إلى مثل هذه المعلومة أبداً، وتشير كلمة الأحقاف إلى الرمل المنتشر فوق سطح شبه الجزيرة العربية.
تسمية دولة حضرموت
يعود سبب تسمية اسم حضرموت بهذا الاسم إلى الأصول اللاتينية، وقد طرأ عليها تحريف بسيط على يد اليونانيين والرومان، إذ كانت قديماً يطلق عليها اسم Chatramotitae وهي كلمة لاتينية الأصل، وكما يشار إلى أن اسم حضرموت هو أحد أسماء أبناء يقطان.
تاريخ دولة حضرموت
امتدت مساحة دولة حضرموت بدءاً من الجنوب لشبه الجزيرة العربية وصولاً إلى الأجزاء الشرقية من اليمن، وكانت تشرف على سواحل بحر العرب، وكانت من المناطق المليئة بالأحقاف وهي الرمال الكثيفة، واحتضنت الدولة داخل حدودها مدينتي تريم وشبوة.
شيّدت خلال عهدها عدد من القلاع والقرى حول هذه المدن، وبدأت المملكة ببسط نفوذها من وادي حضرموت الكبير بالتزامن مع بزوغ مملكة قتبان، وبدأت رقعتها بالاتساع شيئاً فشيئاً حتى بلغت منطقة المهرة وإقليم ظفار المشهور بوفرة أشجار اللبان في شرقه، وكما امتدت لتترامى أطرافها نحو الغرب فشملت وادي المعسال ومدينة رداع جنوباً.
تكشف النقوش التي تم العثور عليها في موقع الحضارة إلى أن خلافات ونزاعات شرسة قد اندلعت بين دولة حضرموت وقتبان، وقد ألحقت الأخيرة بحضرموت الدمار الشامل، ويشار إلى أن مملكة حضرموت قد تمكنت من بسط نفوذها على نطاق واسع من المناطق التي تحتوي على شجرة اللبان التي تستخدم كمادة خام لصناعة البخور.
الديانة في حضرموت
اعتنق الحضارمة الديانة الوثنية كغيرهم من الشعوب والقبائل كالبابليين والآشوريين، وكانت تلك الشعوب يتخذون من “سين” إلهاً لهم، إلا أنهم اتخذوا أيضاً بعد سين المقة وذو سماوي آلهة لهم.
تمكن الملك الحميري شمر يهرعش من القضاء على دولة حضرموت في القرن الثالث الميلادي، وضمها إلى مملكته، وبعد مرور ثلاثة قرون سقطت مملكته الحميرية بتآمر بين ملك القسطنطينية ومملكة أكسوم، استرجع الحضارمة استقلالهم إلا أن قبيلة كندة لم تتركهم وشأنهم بل اشبعتهم اعتداءً عليهم ، وانضمت الدولة الحضرمية إلى الإسلام بعد أن وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه إلى كبير الأقيال في المنطقة وهو وائل بن حجر الحضرمي.