مدينة جسر الشغور
مدينة جسر الشغور
تُعرف مدينة جسر الشغور السوريّة بأهميتها الكبيرة، والتي اكتسبتها بفضل موقعها المميّز على طريقٍ دوليٍّ، يربط بين المدينة الصناعية والعاصمة الاقتصاديّة حلب الواقعة في الجهة الشمالية من البلاد، وبين مدينة اللاذقية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسّط في الجهة الغربيّة، لتكون بذلك ممراً وحيداً وحلقة وصل بينهما.
الموقع
تقع مدينة جسر الشغور في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، وهي إحدى المدن التابعة لمحافظة إدلب الواقعة في الجهة الشماليّة الغربيّة في البلاد، حيث تقع هذه المدينة على نهر العاصي.
أصل التسمية
تُعرّف كلمة الشغور في اللغة العربيّة بأنّها الأرض ذات الخصوبة والغنى، وفيها ماء وفير. جاءت تسمية مدينة جسر الشغور بهذا الاسم نسبة إلى أمرين هما:
- الجسر أتى من الجسر الحجري، والذي يمتدّ من فوق نهر العاصي، إلى هذه المدينة، والذي كان قديماً هو الطريق الوحيد إلى القرية القديمة الشغور.
- شغور، وهي تسمية تُنسب إلى قرية شغور القديمة والتي كانت تقع في الجهة الشماليّة الغربيّة من المدينة الحالية.
تدلّ بعض المصادر بأنّ كلمة شغور معدّلة، بحيث إنّها كانت قديماً ثغور، والتي تدل على موقعها كمنطقة حدوديّة كانت تشكّل مخاوف لدى سكّان القرية من دخول الأعداء عليها، وبذلك فإنّها بالأصل كانت تُعرف بجسر الثغور، لتتحوّل مع الزمن إلى جسر الشغور، كون اللفظة هذه أسهل في النطق. إلاَّ أنّه يُعتقد أيضاً بأنّ أصل التسمية نسبة إلى القلعة الموجودة في المنطقة والتي تُعرف باسم قلعة الشغر الموجودة في الجهة الشماليّة الغربيّة من هذه المدينة.
أهمّ معالم المدينة الأثريّة
لعلَّ الجامع الكبير الموجود في جسر الشغور، هو المعلم الوحيد الباقي حتّى يومنا هنا، والذي تنطبق عليه المواصفات الأثريّة، وقد بني من قِبَل رئيس الوزراء الصدر الأعظم محمد باشا الكوبرلي، وذُكر في وثائق الرحالة إبراهيم الخياري وصف عن هذا الجامع، جاء فيها بأنّه يحتوي على بحيرة ماء فيها أنابيب خاصّة للوضوء، وتغذية هذه البحيرة ليست من نهر العاصي كما كان متوقّعاً، وإنّما من نبعٍ موجود في الجبل القريب منها، وماؤه بارد وحلو، وفي هذا المسجد قبّة وحيدة، وفيه أيضاً محراب.
المهن
إنّ عدد سكّان مدينة جسر الشغور يبلغ أربعة وأربعين ألف وثلاثمئة واثنتين وعشرين نسمة، تتراوح أعمالهم بين العمل الزراعي والصناعي، حيث تُعتبر جسر الشغور مدينة زراعيّة لوفرة المياه فيها وخصوبة أراضيها نظراً لارتوائها من مياه نهر العاصي، فيزرع فيها الأشجار المثمرة من فواكه وحمضيات، ولعلَّ زراعة الزيتون هي الأكثر نشاطاً وإنتاجاً وجودةً. أمّا الصناعة فيها، فإنّها على الأغلب صناعات غذائيّة، كصناعة الألبان والأجبان.
الخدمات
تُعتبر مدينة جسر الشغور من المدن السّوريّة المخدّمة من قِبَل الدولة بشكل جيّد، حيث تتوافر فيها المستوصفات والمشافي التي يزيد عددها عن ثلاثة مشافٍ، إضافة إلى وفرة في أعداد الأطباء الذين يتجاوزون خمسة وسبعين طبيباً من جميع الاختصاصات، ومعظمهم من أهل المدينة، مما يدلّ على الاهتمام أيضاً بالوضع التعليمي لأهل المدينة.