مدينة الطبقة

مدينة الطّبقة

هي مدينة الثّورة وتقع في الضّفة اليمنى أو الشّمالية لنهر الفرات، وهي ما تسمى بمركز منطقة سد الفرات، وتتبع هذه المدينة إدارياً لمحافظة الرّقة حيث تبعد عنها مسافة خمسة وخمسين كيلومتراً من الجهة الغربية.

تبعد عن محافظة حلب مسافة مائة وثمانية وثمانين كيلومتراً، ومسافة مائة وخمسة كيلومترات من محافظة دير الزّور، واليوم يقوم مقام هذه المدينة ما يسمى كما ذكرنا بمدينة الثّورة التي ارتبط اسمها بثورة الثّامن من آذار.

تاريخ مدينة الطّبقة

قبل قيام هذه المدينة لابدّ من الحديث عن الرّقة المدينة التّاريخية التي استقرّت فيها الإمبراطورية البيزنطية، ثم فتحها المسلمون أيام الدّولة الأموية، وأعاد بناءها العباسيون على يد الخليفة المنصور، واكتسبت هذه المدينة أهميتها من خلال بناء سد الثّورة وبحيرة الأسد، حيث افتتحها الرّئيس حافظ الأسد في عام 1973.

المدينة أنشأتها الدّولة بهدف أن تكون مسكناً يستقبل عمال السّد الذي يبلغ طوله أربعة آلاف وخمسائة متر، ويبلغ ارتفاعه ستين متراً، أي ظهرت مدينة الطبقة مع ظهور سد الفرات الذي يروي أراضٍ زراعية بمساحة مليون هكتار.

تم بناؤها في موقع يشرف على بناء السّد وبحيرة الأسد الذي يبلغ طولها ثمانين كيلومتراً، ومحطة توليد الكهرباء وكذلك قلعة جعبر، ويقطن في هذه المدينة خمسة وستون ألف نسمة، وتضمّ الكثير من القواعد والمنشآت الإنتاجية، فتميزت هذه المدينة بموقعها السياحي والمساحات الخضراء التي تغطيها.

معالم مدينة الطبقة

تتميز المدينة بالمنطقة الأولى التي بنتها الدولة لعمال بناء السد، وتضم أربعة أحياء سكنية حديثة مجهزة ببنية تحتية تخدم سكان المدينة، فهي تقع على الجهة الشمالية لضفة بحيرة الأسد.

تضم كذلك المنطقة الثانية التي تقع جنوب المنطقة الرئيسية والتي يوجد بها خمسة عشر ألف مسكن، وتشهد هذه المنطقة توسعاً عمرانياً، وتتوفر فيها كذلك بنية تحتية تخدم المنطقة، وبما أنها مركز إداري للرقة فيوجد بها عدد من المراكز الصحية والمدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية تخدم سكان المنطقة والمراكز الثقافية، والصالات والملاعب الرياضية، فالمدينة تشتهر بنظافتها وتنظيم مخططها.

على ضفاف البحيرة توجد المراكز والمزارع الخاصة بتربية الأسماك، وكذلك الدواجن، وفي الزراعة تعتمد على الوسائل المتقدمة في جر مياه البحيرة لري الأراضي الزراعية التي تشتهر بزراعة القمح والشّعير، ويهتم سكان المدينة بتربية المواشي أيضاً ففيها مناطق مخصصة هامة للرعي، وكذلك المشاريع الصناعية الحكومية.

أغلب سكان هذه المدينة من الطائفة الكاثوليكية والأرثوذكسية والعائلات السريانية، وبالقرب منها توجد قلعة مشهورة اسمها قلعة جعبر التي بناها السلاجقة، ثمّ جاء نور الدين الأيوبي وأعاد بناء الأسوار فيها، حيث تضمّ خمسة وثلاثين برجاً وقد تم بناؤها بأشكال مختلفة.