ثغرة عصفور

ثغرة عصفور

تقع مرتفعات ثغرة عصفورفي شمال غرب محافظة جرش الأردنيّة، وهي أعلى قمّة جبليّة في شمال المملكة، وتُحاط محافظة جرش بمحافظة إربد من الجهة الشماليّة، وعجلون من الجهة الغربيّة، والمفرق من الجهة الشرقيّة، والعاصمة عمّان، ومحافظة البلقاء، والزرقاء في الجهة الجنوبيّة.

التاريخ

مرّت محافظة جرش بعصرها الذهبيّ في فترة حكم الروم لها، الذين أحضروا الديانة المسيحية إليها في عام 350م، السبب الذي أدّى فيما بعد إلى تشييد الكنائس والأديرة التي دُمّرت بفعل الغزو الفارسيّ لها فى عام 635م، كما وصلت إليها الجيوش الإسلاميّة بقيادة شرحبيل بن حسنة وكان ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ليعود بذلك الأمن والاستقرار إلى المدينة، حيثُ استعادت ازدهارها وانتعاشها، ولكن وبعد فترة وجيزة دمّر زلزال شديد القوة أجزاء كبيرة منها عام747م، فقد أدّت الزلازل المتعاقبة إلى جانب الحروب والفتن إلى دمار كبير أسهم في خرابها وتدميرها، وبقيت انقاض المدينة مطمورة تحت التراب لمئات السنين إلى أن اكتشفها سائح ألماني عام 1806م، ليبدأ التنقيب والكشف عنها وإعادة الحياة إليها لتظهر جرش من جديد على يد أهل القرى، حيثُ جاءت الجالية المسلمة من الشركس الذين هاجروا إلى الأردن من بلاد القفقاس بسبب الحرب العثمانيّة الروسيّة، إلى جانب الجاليات القادمة من بلاد الشام في مطلع القرن العشرين.

في العهد الدولة العثمانيّة تم إلغاء اسم جرش ليصبح اسمها ساكب، إلا أن ذلك التغيير لم يدمْ طويلاً ليظهر اسم جرش مجدداً في سجلات الضرائب العثمانية في القرن السادس عشر، وفي فترة الخمسينات من القرن العشرين نمت جرش عمرانيّاً وسكانيّاً بشكل ملحوظ بسبب استقرار بعض اللاجئين الفلسطينيين فيها، وازدياد أهميّتها السياحيّة بسبب وجود الآثار الرومانيّة، ولوقوعها في أهمّ مركز للمواصلات على طريق عمّان ـ إربد.

الاقتصاد

تعتبر جرش من أكثر المناطق الزراعية في المملكة الأردنية، فتُزرع فيها الكثير من المحاصيل كالزيتون، حيثُ يوجد فيها أقدم أشجار الزيتون المُعمرة لمئات السنين، ويُعتبر الزيت الذي يُستخرج منها من أجود أنواع الزيوت في المنطقة لأنه يُعصر محلياً في معاصر تقليديّة، كما وتُزرع فيها الفواكه والحبوب إلى جانب الزيتون، ويعتمد سكانها على تربية الحيوانات كالأغنام والأبقار والماعز، حيث تُعرف جرش بألبانها وأجبانها، إضافة إلى الطيور كالدجاج، والحمام، والسنفار، والديوك الروميّة، ويعيش منذ سنين في الغابات الحرجية الخنزير البري مُهدِداً حياة المزراعين والحيوانات الأليفة.

المناخ

مناخها مناخ البحر الأبيض المتوسّط، فهو بارد معتدل شتاءً، حارّ جافاً صيفاً، ولكن يُعتبر محليّاً من أكثر المناخات المعتدلة في المملكة، وفي جرش أعلى المرتفعات الجبليّة في الأردن كمرتفعات ثغرة عصفور، التي تُعدُّ من أكثر وأول المناطق التي تُغلق طُرقاتها في فصل الشتاء بسب تراكم الثلوج، كما وتُعتبر جرش وجهة سياحيّة محليّة خلال فصل الصيف بسب برودة طقسها بالمقارنة مع باقي المناطق الأردنيّة ولطبيعتها الحرجيّة.

السكان

يُقدرعدد سكان مدينة جرش بحوالي 156,675 نسمة، فقد احتلّت المركز الرابع عشر كأكبر البلديات الأردنيّة سكاناً، وتضم المدينة قوميات متنوّعة فمنها العربيّة، والشركس والأرمن، وغالبية السكان من المسلمين، والمسيحيين من الكاثوليك والأرثوذكس.