مدينة نينوى
مدينة نينوى
مدينة نينوى تُعتبر من أقدم المدن وأعظمها في العصور القديمة، فهي مدينةٌ أثريّة تقع في إلى الشمال من العراق على ضفة نهر دجلة اليمنى.
كنت نينوى عاصمة الإمبراطوريّة الأشوريّة، فقد كانت تعتبر في تلك الفترة من أكبر مدن العالم، تنتشر آصار المدينة في محافظة نينوى على الجهة اليسرى من مدينة الموصل شمالي العراق، تمّ تدمير المدينة عام ستمئةٍ واثني عشر بعد غزو البابليين لها بقيادة مليكها نبوبولاسر في معركة نينوى.
اسم نينوى
لم يتمّ تحديد أصل دقيق لاسم نينوى، لكن ذكرت عددٌ من الفرضيّات انّ الاسم (نينوى) يتصل بأحد أسماء الآلهة عشتار وهو الإله (نينا)،، وتعني لفظة نون بالأشوريّة (سمك) الذي اشتقّ منه اسم العلم (ذو النون، يونس، يونان). وهناك فرضيّات أخرى تقول إنّ الاسم متصل بمؤسس المدينة القائد (نينوس) – حسب الرواية الإغريقيّة – حيث جاء ذكر نينوى في الكتابات المسماريّة القديمة، وتحديداً في عصر سلالة أور الثالث بصيغة (ني- نو- آ) و(نينا- آ).
تاريخ نينوى
مع نهاية الألفية الثالثة وبداية الألفيّة الثانية قبل الميلاد، شهدت المدينة حقبتين مهمتين من التأثيرات الخارجيّة، جاء التأثير الأوّل من قبل الأكاديين، أمّا الثاني كان من قبل سلالة أور الثالثة، وامتدّت سيطرة الحضارتين حتى وصلت إلى شمال العراق. أشارت العديد من الكتابات المسماريّة في عهد الملك شمشي أدد الأوّل الأكادي، إلى عمليّة ترميم أو بناء معبد للآلهة عشتار في المدينة؛ حيث تمّ العثور على تمثال ملكي صنع من البرونز يصوّر الحاكم الأكادي.
في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، تمّ ضم نينوى لتصبح جزءاً من المملكة الآشوريّة بعد تغلّبها على المملكة الميتانيّة، وحلّ الأشوريين مكان الحورانيين في المنطقة. زادت أهميّة نينوى مع مرور السنين، لتتحوّل بعدها إلى العاصمة الدينيّة للمملكة الأشوريّة، وبعد نشوء الامبراطوريّة الأشوريّة الحديثة استفادت المدينة من النهضة الكبيرة التي قامت كونها عاصمةً للمملكة، وفي عهد آشور بانيبال الثاني تمّ إجراء أوّل تغيير في المدينة، بعد قيامه بنقل مركز الحكم إلى كالخ القريبة من نينوى، لكنّ الملوك الذين أخلفوه أعادوا مركز الحكم إلى العاصمة نينوى.
أصبحت نينوى عاصمةً للإمبراطوريّة الأشوريّة العظيمة في عهد سنحاريب، وامتدّت تلك الامبراطوريّة من غرب إيران حتى وصلت إلى البحر المتوسط. عمل سنحاريب على إعمار الريف المحيط بالعاصمة نينوى وشيّد المباني والقصور فيها، وقد نقشت بطولات سنحارب والحملات العسكريّة التي قام بها على جدران القصور والمعابد، وقد وسع الملك مساحة المدينة لتصل إلى سبعمئةٍ وخمسين هكتاراً، وتمّ تشييد الجدران الحصينة التي بنى من خلالها خمسة عشر باباً. إضافةً إلى قيامه بتوسيع الطرقات وإنشاء طريقٍ ملكي.
سقوط نينوى
بعد وفاة الملك آشور بانيبال، بدأت الإمبراطوريّة بالتفكّك الناتج عن الحروب الأهليّة التي اشتعلت فيها، وفي عام ستمئةٍ وستة عشر غزا المدينة حلف ضمّ (الميديين والبابليين والأرمن والكلديبن والفرس والكيمريين)، حيث تمكن هذا الحلف من استباحة كالخ حتى وصلت إلى نينوى، وبعد محاصرتها تمّت السيطرة عليها عام ستمئةٍ واثني عشر؛ حيث انتقلت الحروب بعدها إلى داخل المدينة التي تمّ تدميرها بعد ذلك، وتمّ قتل كل من لم يستطع مغادرة المدينة. قسمت المستعمرات التي تمكّن الحلف من استباحتها بين الميديين والبابليين.