مدينة جربة
مدينة جربة
هي مدينة تونسية تقع على جزيرة ساحلية، في جنوب شرقي تونس، وتعد أكبر جزيرة من جزر شمال قارة إفريقيا؛ إذ تبلغ مساحتها 514 كم2، وتعد من المناطق السياحية في تونس، وتشتهر بانتشار المساجد فيها، والتي بنيت مع وصول الفتوحات الإسلامية، وترتبط جربة مع إفريقيا بحرياً، وبرياً من خلال وجود مجموعة من الطرق التي تم إنشاؤها منذ العصر الروماني القديم، والتي ظلت حتى هذا الوقت.
تاريخ مدينة جربة
لقد تنوعت الأسماء الخاصة بجربة بناءً على الشعوب التي احتلتها، وعُرفت في القرن الثالث للميلاد باسم جيربا، وحافظت على اسمها هذا، حتى تم نقله إلى العربية ليتحول إلى جربة، ويقال أيضاً أنها عُرفت عند الرومان باسم كربة بناءً على مجموعة من البقايا الأثرية الرومانية التي تشير إلى اسمها، وقام العرب بتحويلها إلى جربة لسهولة نطقها.
احتل الفينيقيون جربة وعملوا في الزراعة، فانتشرت الكثير من الأشجار فيها، وازدهرت في عصرهم التجارة بين شمال إفريقيا، وبلاد الشام، ثم صارت الجزيرة تابعةً للحكم الروماني، والذي انتشر فيه فن العمارة، والبناء، ثم سيطرت عليها الدولة البيزنطية، وظلت على هذا الحال حتى انتشار الفتوحات الإسلامية.
في عام 60 للهجرة قام القائد المسلم رويفع الأنصاري بفتح أغلب مدن شمال إفريقيا، ومنها جربة فصارت تحت حُكم الدولة الإسلامية، وتمكن الفاطميون من المحافظة عليها، ثم أصبحت تتبع إدارياً إلى تونس، وتعرضت في عام 1881 للميلاد للاستعمار الفرنسي، والذي رحل عنها في عام 1956 للميلاد.
الحياة العامة في مدينة جربة
إن المجتمع في جربة يحتوي على خليط من العادات، والثقافات الشعبية المختلفة؛ إذ إن سكانها من أعراق مختلفة، فمنهم الأمازيغ الذين سكنوا فيها لفترة زمنية طويلة، وأيضاً من سكانها العرب، وغيرهم ممن تأثروا بالثقافات القديمة، ولكن مع التنوع الحضاري فيها، يظل التأثير العربي الإسلامي هو الظاهر على مجتمعها.
تنتشر فيها زراعة النخيل، وشجر الزيتون فتنتج كميات من زيت الزيتون سنوياً، ففيها العديد من أنواع الزيتون، والتي انتشرت مع تعاقب الشعوب التي حكمتها، كما أنها تحتوي على العديد من أنواع الأشجار المثمرة، مثل: التفاح، والتين، والبرتقال، والعنب، وغيرها، كما أن بعض سكانها يهتمون بصيد الأسماك، والعديد من الكائنات البحرية الأخرى.
مناخ مدينة جربة
يعتبر مناخ مدينة جربة دافئاً نسبياً، وذلك لقربها من البحر الأبيض المتوسط، وتصل درجة الحرارة فيها صيفاً إلى ما يقارب الأربعين درجة مئوية، وتنخفض درجة الحرارة شتاءً إلى أقل من عشر درجات مئوية، ولكنها تتميز بمناخ متوسط بباقي فصول السنة، وتتعرض لهبوب الرياح في أغلب فصول السنة، مع وجود نسبة مرتفعة من الرطوبة فيها، ولكنها تعاني من قلة الأمطار، والذي يؤدي إلى شح المياه، وذلك لأن نسبة الأملاح في المياه المحيطة بها مرتفعة، لذلك تعد المياه العذبة في أرضها قليلة الوجود.