مدينة كلميم
مدينة كلميم
هي مدينة من المدن المغربية، وتوجد في جنوبي منطقة أغادير في المغرب، وتُقدّر مساحتها بحوالي ثلاثين كيلومتراً مربّعاً، ويسكنها أكثر من مئة ألف نسمة، وتتميز المدينة بطبيعتها الصحراوية، لذلك كانت ممراً مهماً من الممرات التي استخدمتها القوافل التجارية المغربية، لربط الطريق التجاري بينها، وبين المدن المغربية الأخرى، ومن ثم بين مدن شمال أفريقيا.
تاريخ مدينة كلميم
ظهرت الحياة في كلميم منذ العصور القديمة، فسكنتها العديد من القبائل، وخصوصاً البدو الرحل الذين وجدوا فيها كافة المميزات الجغرافية المناسبة لهم، ومع مرور الوقت انقسم سكانها إلى فئتين، وهما: البدو المعروفون باسم حسانية، والقرويون الذين ينتمون إلى القبائل الأمازيغية والتي ساهمت في نشر ثقافتها، وعاداتها، وتقاليدها في كلميم.
ظلّت مدينة كلميم تتميز بالتنوع الحضاري حتى تم احتلالها من قبل الاستعمار الفرنسي، والإسباني؛ بسبب موقعها المميّز والذي يربط بين الصحراء، والساحل البحري، وعندما حصلت على استقلالها من الاحتلال الفرنسي صارت تتبع إدارياً إلى أغادير، لتصبح جزءاً من أجزاء المملكة المغربية، فسكّانها العرب الذين رحلوا من مختلف المناطق الأفريقية، ومن ظلوا فيها من أصول أمازيغية تمكنوا من فرض ثقافاتهم على الأفراد الآخرين الذين عاشوا فيها، وحالياً يعتبر كافة سكانها تقريباً من المسلمين، وينتشر فيها أكثر من خمسين مسجداً.
الحياة العامة في مدينة كلميم
يعمل أغلب سكان كلميم في الزراعة، وتربية المواشي بأنواعها، فنتشر فيها العديد من أنواع الحبوب المزروعة، مثل: القمح، والشعير، وغيرهما، ويتم الاعتماد على المياه الجوفية في ري المزروعات من الخضروات، والفواكه، وساهمت الزراعة في التغلب على ظاهرة التصحر التي كانت منتشرةً بشكل كبير في أغلب مساحات أراضي كلميم.
كما أنّ سكانها يعملون في العديد من أنواع المهن الحرفية، والصناعية؛ فتوجد فيها مصانع لصناعة المواد الغذائية، ومصانع أخرى للتعدين، وتصميم الخشب بأنواعه، كما أنها تحتوي على العديد من المطاحن التي تهتم بطحن الحبوب بأنواعها، وتصل القدرة الإنتاجية للصناعات في مدينة كلميم إلى ما يقارب ستمائة وعشرين طناً شهرياً.
المعالم الأثرية في مدينة كلميم
تحتوي مدينة كلميم على العديد من المعالم الأثريّة القديمة، والتي تشير إلى طبيعة السكان الذين عاشوا فيها، لذلك تعد من المدن المغربية التي تستقطب العديد من السياح في كل سنة، والذين يأتون إلى كلميم لمشاهدة حضارتها شبه الصحراوية، والقريبة من المنطقة الساحلية، فيوجد فيها سوق قديم يسمى سوق أمحيريش، والذي تنتشر فيه العديد من الحرف، والصناعات اليدوية التي يقوم الحرفيّون والتجار بعرضها أمام الناس.
ويُقام فيها مهرجان للجمال، يُسمّى أسبوع الجمل، فيتم عرض سباقات للجمال أمام الناس، مع وجود إمكانية الركوب على الجمال المنتشرة في المدينة، ولذلك يعتبر هذا المهرجان من المهرجانات التي تهدف إلى تنشيط السياحة في مدينة كلميم، وأيضاً تحتوي على مجموعة من الواحات المميزة، ومنها: واحة أسرير، وواحة أمتضي.