مدينة السلام
مدينة السلام
يُطلق لقب مدينة السلام على مدينة بيت لحم التي تقع في الضفة الغربيّة على بعد 10كم إلى الجنوب من القدس، ويبلغ عدد سكانها 30,000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين، وهي تابعة للسلطةِ الفلسطينية واقعة ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع 775 متراً عن سطح البحر،
تُعتبر مدينة بيت لحم مركزاً للثقافة في فلسطين، وذات أهميّة عظيمة للمسيحيين لوجودِ كنيسةِ المهدِ التي ولد فيها المسيح (عيسى) عليه السلام، وتعتبر هذه الكنيسة أقدم الكنائس الموجودة في العالم، إذ بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330، ومن الثقافات المعروفة في مدينة السلام، التطريز والذي كان مشهوراً بفضل التأثير الكُلي والقوي للألوان والتألق اللامع، ونحت عرق اللولو، والمراكز الثقافية والمتاحف للمحافظة على التطريز الفلسطيني وتعزيزه والفن والفولكلور.
نبذة تاريخيّة
يوجد في بيت لحم ما يقارب الـ 300 ورشة عمل للحرف اليدوية، ووفقاً لعلماء الآثار، بنيت المدينة على يد الكنعانيين، وتعرضت بيت لحم بشكلٍ خاص وفلسطين بشكلٍ عام إلى أكثر من غزو عبر التاريخ، مثل الغزو: الآشوري، والبابلي، والفارسي، والإغريقي، والروماني، والبيزنطي، فتحها العرب المسلمون على يد عمر بن الخطاب عام 637م، وذلك بعد ما قام الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بإعادة بناؤها، وفي ذلك ضَمِن عمر بن الخطاب السلامة للمزارات الدينية في المدينة، وبعدها استولى عليها الصليبيين عام 1099 الذين حصّنوها ووضعوا فيها رجال الدين اللاتين، ليأتي بعدها صلاح الدين الأيوبي ليحررها ويطرد رجال الدين اللاتين منها.
تهدمت جدران المدينة عند مجيء المماليك في عام 1250، وعلى يد الإمبراطورية العثمانية أُعيد بناؤها، ثمّ جاءت بريطانيا وانتزعت السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، وفي ضمن خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام1947 كان من المفترض أن يتم تضمينها في المنطقة الدولية، وفي عام 1948 أُلحقت المدينة بالأردن في نكبة فلسطين، وفي عام 1967 احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة، ووفقا لإتفاقية أوسلو منذ عام 1995 نقلت السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.
سبب التسمية
جاءت تسمية مدينة بيت لحم نسبة إلى الإله (لخمو الكنعاني) باللغة السريانية وبمعنى بيت الخبز.
الدور الاقتصادي
لمدينة بيت لحم دورٌ رئيسيٌ في القطاعِ الاقتصادي الفلسطيني من خلال السياحة، إذ تعتبر المدينة تاريخياً منطقةً مسيحية السكان ويحتشدون فيها الحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد أثناء موسم عيد الميلاد، إلّا أنّ معظم سكانها في الوقت الحالي هم من المسلمين، ولكنها ما زالت إحدى المدن التي يتواجد فيها أكبر المجتمعات المسيحيّة الفلسطينية، ويوجد في المدينة ما يقارب 30 فندقاً يستقبل فيهم الزائرين والسياح والحجاج المسيحيين من كل مكان مما يعزز ذلك السياحة والتجارة في المدينة.