مدينة كركوك
موقع كركوك
تضم العراق مجموعة كبيرة من المدن والمحافظات ذات الأهمية التاريخية والأثرية العريقة، وإحداها مدينة كركوك الواقعة في الجهة الشمالية الوسطى من العراق، وكانت تعرف قديماً باسم أرابخا أو عرفة، وتعود إلى أكثر من حوالي خمسة الآف سنة، وكانت تعتبر العاصمة الرسمية لولاية شهرزور خلال فترة الحكم العثماني.
تاريخ كركوك
أولاً فيما يتعلّق باسم المدينة اختلف المؤرخون حوله، ولكن المعظم يرجحون أن يكون لفظ كركوك مأخوذ من كلمة سريانية وهي كرخا ومعناها قلعة السلوقيين، علماً بأنّ المناطق المحيطة بها عرفت باسم باجرمي، ونتيجةً لموقعها الاستراتيجي العظيم؛ شهدت العديد من المعارك والحروب وأقيمت فيها العديد من الحضارات والإمبراطورات أبرزها البابلية والآشورية والأخمينية، إضافةً للبارثيية، والساسانية إضافةً للإسلامية وأخيراً العثمانية.
تاريخياً تعتبر كركوك من أهم المدن العراقية، وهذا ما أثبته التاريخ وما تناقلته الكتب، إضافةً إلى تعدد الأديان والثقافات والأعراق فيها، فيتواجد فيها العرب والسريان، إضافةً للكرد والتركمان، ويعتنق أهلها الديانة الإسلامية والمسيحية إضافةً لليهودية، وتصنّف تاريخياً على أنّها مدينة تركمانيّة لوجود العديد من الآثار المتعلّقة بجنود عثمانين فيها، علماً بأنّ المناطق الواقعة إلى الجنوب والغرب من المدينة يقطنها الأكراد العرب، أمّا المناطق المتبقية فيسكنها عرب فقط كالعباسي والرياض، والحويجة إضافةً للملتقى والزاب.
معالم وجغرافية كركوك
تبلغ المسافة ما بين كركوك والعاصمة بغداد حوالي مئتين وأربعين كيلومتراً إلى الشمال منها، ويحيط بها من الجهة الغربية سلسلة جبال الحمرين، وتتضمن المدينة مجموعة من المعالم التاريخية والأثرية الهامّة أبرزها القلعة الرئيسة المسمّاة بقلعة الكركوك، وقلعة جرمو، إضافةً إلى مبنى القشلة وقيصرية الكركوك، وهناك مجموعة من العوامل التي جعلت منها حلقت وصل مهمّة تربط ما بين وسط العراق والجهة الشمالية منه، إضافةً إلى الثروات والموارد الموجودة فيها من بترول وغاز طبيعي، وخصوبة الأراضي فيها والصالحة للزراعة.
سياسة كركوك
تمّ إجراء أول انتخابات للبدلية في المدينة تحت إشراف شخص يدعى بول بريمر، وكان ذلك في الرابع والعشرين من شهر مايو للعام 2003م، وكانت هذه الانتخابات عبارة عن عملية يتمّ فيها اختيار الأعضاء لتشكيل ما يسمّى بالمجلس البلدي، وقامت القوات الأمريكية باختيار ثلاثمئة مندوب يمثلون العرب الأكراد إضافةً للآشوريين، وكانت النتيجة مجلساً مكوّناً من ثلاثين عضواً، وأقرّت القوات بعد ذلك أن تعطي الطوائف الأربع في المدينة مقاعد متساوية العدد، بحيث كان هناك أربعة وعشرون عضواً بمعدل ست مقاعد، أمّا الستة الأخرين فكانوا أعضاءَ مستقلين، وبعد ذلك توسّع المجلس وضمّ واحداً وأربعين عضواً.