مدينة بعلبك
بَعْلَبَك (بَعَلْبِك)
مدينةٌ لبنانيَّةٌ تقع في وسط سهل البقاع ضمن قضاء بعلبك، ويشتهر هذا السَّهل بوفرة محاصيله الزِّراعيَّة؛ وذلك بسبب غزارة مياه نهر الليطاني التي يعتمد السَّهل عليها في ريِّ أراضيه، ولأنَّ مدينة بعلبك كان لها موقعٌ متميزٌ على الخطوط البريَّة اشتهرت كثيراً عبر العصور، حيث قام الرومانيون ببناء المعابد الضَّخمة فيها. في وقتنا الحاضر أصبحت مدينة بعلبك مستقطبةً للسُّيَّاح والفنانين العرب والأجانب من خلال المهرجانات العالميَّة التي تقام فيها.
موقع مدينة بعلبك
تقع مدينة بعلبك في شمال سهل البقاع، وإلى الشَّرق من نهر الليطاني، وتحاط هذه المدينة من الجهتين الشَّرقيَّة والغربيَّة بسلسلتين جبليتين هما سلسلتا لبنان الشَّرقيَّة والغربيَّة، ويبلغ ارتفاع بعلبك عن مستوى سطح البحر ما يقارب الـ 1163 مترٍ.
تسمية بَعلبك
ذكرت مدينة بعلبك في كتاب التَّوراة باسم (بعلبق)، وقيل أنَّ الكلمة مصدرها كلمتان هما (بعل) و(بق)؛ حيث إنَّ كلمة بعل تعني المالك أو الرَّب، وكلمة بق تعني البقاع، وتوصلَّوا إلى أنَّ معنى الاسم هو (إلى وادي البقاع)، وبعض العرب سمُّوها (مدينة الإله بعل)، وفي زمن الرومانيين أطلق على المدينة اسم هيليوبولس أي مدينة الشَّمس.
الآثار في مدينة بعلبك
بُني في المدينة بوساطة الرومان معابدٌ ضخمةٌ لثلاثة آلهةٍ من آلهتهم وهي: حوبيتير، وفينوس، وميركوري، ويعدُّ معبد جوبيتير المعبد الأضخم بين المعابد الرُّومانيَّة. وفي القرن السَّادس الميلاديِّ دمرت العديد من معالم المدينة نتيجة تعرُّض البلاد لزلزالٍ قويٍّ، ولم يبقِ الزِّلزال من الأعمدة الكورينثيَّة التي بلغ عددها 54 سوى 6 أعمدة.
في فترة حكم الأمويين بُني مسجدٌ ما زالت آثاره باقيةٌ حتى الآن أمام مدخل الأكروبوليس، وبالتَّحديد عند شرق المعبد الكبير، وعند المدخل الجنوبيِّ نجد مقام السيِّدة خولة بنت الإمام الحسين.
يوجد في مدينة بعلبك أيضاً قبتا أمجد ودوريس، وهاتان القبتان هما بقايا جامعين كانا مبنيان من الحجارة التي استخدمت من معابد المدينة، وتوجد محطة قطارٍ بناها الفرنسيون في أيَّام انتدابهم للبنان في حقبة الثلاثينات، ويوجد غير ذلك العديد من الآثار.
مهرجانات مدينة بعلبك
تقام في بعلبك كما ذكرت سابقاً مهرجاناتٌ تجذب السُّياح والفنانين العرب والأجانب، إذ تشتهر بعلبك بمهرجانٍ دوليٍّ سنويٍّ، ويقام المهرجان في معبدي جوبيتير وباخوس، وتمَّ افتتاح هذا المهرجان بشكلٍ رسميٍّ في عام 1956م في فصل الصَّيف، وقام بتأسيس المهرجان عقيلة رئيس الجمهوريَّة اللبنانيَّة السابق كميل شمعون التي تدعى زلفا شمعون.
استضاف المهرجان مغنيين وراقصين عالميين، كما أنَّه استضاف أشهر أعمال الأوبرا، مثل أوبرا باريس، وميلانو، واستضاف أيضاً مجموعة من عمالقة الفنِّ العربيِّ منهم أم كلثوم، وفيروز، ووديع الصَّافي، وصباح فخري، وصباح.
في فترة الحرب اللبنانية توقفت هذه المهرجانات لمدة 22 عاماً تقريباً، وعادت مرَّةً أخرى في عام 1997م وما زالت مستمرةً حتى يومنا هذا.