مدينة إربد
مدينة إربد
تقع مدينة إربد في شمال المملكة الأردنية الهاشمية ضمن نطاق محافظة إربد، وتُعتبر مركز المحافظة، تفصل بينها وبين العاصمة عمان مسافة تقدّر بواحد وسبعين كيلومتراً شمالاً، وتحتلّ موقعاً قريباً من الحدود الأردنية السورية في الواجهة الشمالية؛ إذ تفصل بينهما مسافة 20 كيلومتراً جنوباً من الحدود، وتحتلّ المرتبة الثانية على مستوى المملكة من حيث عدد السكان.
تصل المساحة الإجمالية للمدينة إلى ثلاثين كيلومتراً، ويقيم فيها ما يفوق 650 ألف نسمة في المدينة وضواحيها. للمدينة أهميّةٌ تاريخية كبيرة إذ تنضمّ لمدن حلف الديكابولس العشرة، ويشير ذلك إلى أنّ تاريخ نشأتها يَعود إلى العصر الروماني، واتّخذ منها الفتح الإسلامي مركزاً لها فيما بعد.
حملت مدينة إربد قديماً اسم أرابيل،ا وهو مصطلح روماني الأصل معناه “الأسود”، وفيما بعد تغيّر مُسمّاها إلى بيت إربل كبلدة رومانية، واسمها الحالي مشتق من مصطلح الرُبدة نسبةً للون تربتها الحمراء، والسواد الذي يسود الصخور البركانية السائدة في المنطقة.
تاريخ المدينة
يعود تاريخ المدينة إلى العصور البرونزيّة؛ إذ يُشار إلى أنها كانت منطقةً سكنية منذ تلك الحقبة، أي ما يقارب قبل الميلاد بألفين وخمسمائة سنة، وتشير الآثار الموجودة بالمدينة إلى وجودها قبل سبعة آلاف سنة، وتنسب إلى الحضارات الآدومية والغساسنة والعمونييّن، ولكن عصر النهضة بالنسبة للمدينة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً العصر الروماني، وقامت بها عدد من المدن من أهمّها بيت رأس، والحصن، وأم قيس، وطبقة فحل، وايدون، وقويلبة.
مع قدوم العصر الإسلامي انضمّت إلى الرقعة الإسلامية على يد القائد المسلم شَرحبيل بن حسنة رضي الله عنه وكان ذلك في السنة الثالثة عشر للهجرة.
المساحة والسكان
كانت مساحة المدينة تقتصر على 85 هكتار زَمن الحكم العثماني، وبقيت مُحافظةً على مساحتها هذه حتّى شارفت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، وبدأ الازدهار يتسلّل إليها تدريجياً، ومع حلول عشرينات القرن المنصرم توسّعت رقعتها فأصبحت مركزاً لمتصرفية لواء عجلون، كما أصبحت مركزاً مهمّاً في القطاع التجاري، وبالتدريج بدأت مساحاتها بالتوسع شيئاً فشيئاً حتى بلغت 30 كيلومتراً مربّعاً.
ارتفع عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة تحت تأثير عدد من العوامل، حتى أصبح عدد سكانها يصل إلى 650.000 نسمة، ومن أهم هذه الأسباب:
- النزوح الفلسطيني في أعقاب نكبة 1948م، حيث شهدت المدينة قدوم أعداداً كبيرة من الفلسطينيين إليها، وتزايد العدد بعد نكسة 67، وحرب الخليج الثانية 1991.
- إدراج قرية البارحة ضمن قرى مدينة إربد.
- بدء الهجرة الداخلية من القرى إلى المدينة بحثاً عن فرص العمل وسعياً للحصول على خدمات أفضل.
- افتتاح جامعة اليرموك؛ فأصبحت محطّ أنظار أبناء القرى القريبة للاستثمار فيها والدراسة في كلياتها.
طبوغرافية المدينة
تمنح طبوغرافية مدينة إربد ميّزةً استمدتها من السهول والانتشار الواسع للوديان ومنها: وادي زقلاب، ووادي الشلالة، ووادي الريان، وكفرابيل، ووادي الغفر، إلا أن وادي العرب يمتاز بوفرة المياه وغزارته ويعّد الأكبر على مستوى المدينة والمملكة، وكما تنحدر منه عدداً من الينابيع وتتّخذ من نهر الأردن مصباً لها.
قرى إربد
تحتضن مدينة إربد عدداً كبيراً من القرى المقدّر عددها تقريباً بحوالي 360 قرية تقريباً، وهي المدينة الأكثر التي تَحتوي قرىً في ربوعها على مستوى العالم، ومن هذه القرى إيدون، وحبكا، ودير يوسف، والمزار الشمالي، وعلعال، وكفريوبا، والبارحة، وحكما.
الاقتصاد والمناخ
ينهض اقتصاد مدينة إربد معتمداً على الموارد البشرية، وتشهد المدينة انخفاضاً ملحوظاً في القطاع الزراعي، إلا أنّه يعتبر عنصراً مكملاً للقطاعات الصناعية والتجارية في نمو اقتصاد المدينة، وتشهد المدينة انتشاراً كبيراً للمجمّعات التجارية الكبرى نظراً لارتفاع عدد السكان الكبير، والتوجه نحو الاستثمار فيها.
تتأثر مدينة إربد بمناخ البحر الأبيض المتوسط؛ إذ يكون صيفها معتدلاً، أما شتاؤها فيكون بارداً، وتسجّل المدينة هطولاً مطرياً بنسبة تصل إلى 471.6 مليمتر سنوياً، ولا تتجاوز درجة حرارتها 35 درجة، ويعتبر ربيعها خلاباً ومن أجمل الفصول التي ترتدي به ثوبها الأخضر.
معالم التراث في المدينة
تحتضن المدينة عدداً كبيراً من المعالم التراثية التي تجسّد التاريخ العريق للمدينة ومدى العمق الحضاري الذي بلغته، وهي:
- متحف دار السرايا.
- تل إربد.
- متحف الآثار في إربد.
- المسجد المملوكي القديم.
- منزل الشاعر الأردني عرار.
- سوق الصاغة القديم.
- بيت الشريف.