مدينة كانو في نيجيريا
مدينة كانو
مدينة كانو هي إحدى المدن النيجيرية الواقعة ضمن ولاية كانو في شمال نيجيريا، وتُعتبر مدينة كانو عاصمة منطقة الشمال هناك، أو ما يُعرف ببلاد الهوسا، وتُعتبر كانو ثاني أكبر مدن نيجيريا من حيث عدد السكان، إذ وصل عدد السكان فيها إلى حوالي مليوني نسمة، أما مساحتها فتبلغ 499 كم²، وهي بذلك ثالث أكبر مدن البلاد من حيث المساحة بعد مدينتي لاكوس وإيبادان.
تاريخ مدينة كانو
كانت المدينة في الماضي محاطة من كل الاتجاهات بأسوارٍ كبيرةٍ، وبوابات بطرازٍ معماريٍ مُميز، ويذكر بعض المؤرخين أنّ من بنى السور هو الأمير غجيما سو، وذلك في الفترة الممتدة ما بين عامي 1095م-1134م، وزاد الاهتمام بهذه الأسوار والبوابات خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وذلك في فترة حكم السلطان محمد نزاكي، وفي القرن التاسع عشر الميلادي، صارت مدينة كانو إحدى إمارات ما يُسمى بالخلافة الصوكوتية، وشهدت المدينة خلال هذه الفترة تطوراً من الناحية الاقتصادية، حيثُ عُرفت بصناعة النسيج والصبغة، إلى جانب نشاط الناحية الزراعية فيها، بسبب أراضيها الخصبة، بالإضافة إلى اكتشاف البترول.
مر على المدينة العديد من العلماء، والباحثين، وأصحاب الأسفار، ولا سيما خلال القرن التاسع عشر ميلادي، ومن أبرزهم: الرحالة الألماني هزيك بارث الذي أرسلته الملكية البريطانية في فترة منتصف القرن المذكور، وفي عام 1903م، تعرضت المدينة لسيطرة البريطانيين وعموم مناطق الدولة الصوكوتية، ونزح بعض سكانها إلى السودان على إثر ذلك.
الإسلام في مدينة كانو
انتشر الإسلام في مدينة كانو منذ زمنٍ بعيد، وذلك بفعل التجارة، حيثُ نشطت تجارة أهل المدينة قديماً باتجاه نواحٍ مُتعددة، ومن الأمور التي أدت إلى ذلك زيارة علماء مسلمين معروفين المدينة؛ كمحمد بن عبد الكريم المغيلي الذي ساهم في قيام الدولة الإسلامية حين أسدى نصحه لأمير المدينة بضرورة تشكيل مجلس استشاري يؤلفه الوزير، والقاضي، والإمام، بالإضافة إلى بعض رجالات الدولة، واستلم الشيخ المغيلي وزارة القضاء والإفتاء.
في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي لعبت الحركة الإصلاحية التي تولاها عثمان بن فودي دوراً كبيراً في انتشار الثقافة الإسلامية، ونتيجةً لذلك صارت اللغة العربية اللغة الرسمية في المدينة، وتأسست المدارس القرآنية، كما أدت الهجرة من شمال نيجيريا وإليها لانتشار الإسلام، وتعدى حدود المدينة ليشمل إمارات الهوسا السبع، فيما وصل الإسلام الإمارات الأخرى بداية القرن الرابع عشر الميلادي، ويُعد اعتناق حكام الإمارات للإسلام عاملاً مُساعداً أيضاً في انتشاره، وتعود أصول العديد من الأمراء في نيجيريا إلى الأصول العباسية، ويتبعون عائلة الحاج عبد الله بايرو.