مدينة بومبي الإيطالية
مدينة بومبي الإيطالية
تقع على سفح جبل بركان فيزوف في إيطاليا، وهي مدينة رومانية، وكان يسكنها حوالي عشرون ألف نسمة، وهي مدينة قديمة لم يبق منها شيء سوى بعض آثارها، حيث في عام 79م ثار البركان بشكل مدمر؛ بحيث قضى على المدينة، وطمرها بالرماد لمدّة 1600 عام، وتم اكتشافها في القرن الثامن عشر مجدداً، وسنتعرّف في هذا المقال على مدينة بومبي.[١]
مدينة بومبي قبل الدمار
كانت مدينة بومبي من المدن المزدهرة، وكان أغلب سكانها من الأثرياء، حيث كانت شوارعها مرصوفة بالحجارة المختلفة، وتشتهر بالحمامات العامّة، وشبكات المياه المختلفة التي تصل إلى المنازل، وتمتاز بوجود المسارح والأسواق، وميناء بحري متطوّر، وكانت على مستوى عالٍ من التطور من ناحية الفنون؛ وذلك من خلال الرسومات والنقوش المختلفة على الجدران، وكان أهلها معروفون بممارسة الرذيلة والفواحش، وكثرة بيوت الدعارة، ولا سيما انتشار كبير لغرف صغيرة لا يوجد بها إلا سرير، وكان يطلق عليها مدينة (الزنا)، بالإضافة إلى ذلك كانو مشهورين بشكل كبير بالشذوذ الجنسي، والشذوذ مع الحيوانات، وأمام الجميع وفي كل مكان بالمدينة، وكانت جدرانهامحاطة برسومات إباحية مختلفة، وفي الوقت الحالي وبعد أن أصبحت مقصداً للسياح، يمنع دخول الأطفال دون سن الثامنة عشر إلى المدينة، وذلك لما تحتويه من رسومات إباحية، وكانت معروفة أيضاً بالمبارزة بين البشر والحيوانات المفترسة، حيث قتل العديد من البشر بهذه الطريقة.[٢]
انفجار البركان
انفجر البركان مرتين، في المرة الأولى عام 79م، والمرة الثانية عام 1944م، ولكن البركان الأول كان أضعاف الانفجار الثاني، وبقي مستمراً لمدّة 19 ساعة، حتى عمّ الدمار في جميع أنحاء المدينة، وبقيت المدينة في علم الغيب لمدة 1700 عام، حتى تمّ اكتشافها على يد أحد المهندسين في القرن الثامن عشر، وذلك عن طريق حفر قناة واكتشاف المدينة التي كان يغطّيها الرماد بالكامل، وقد تمّ العثور على الجثث على سطح الأرض وهم على نفس حالتهم، ونستنتج من ذلك أنّ البركان حدث في أقل من ثانية، و أنّ الناس ماتوا بسرعة كبيرة، ولم تكن لهم الفرصة لحماية أنفسهم , استناداً لرأي خبير الآثار باولوا بيثرون، وعالم البراكين جو سيفي، أنّه قبل انفجار البركان، تمّت إحاطة أهل القرية بموجة حارة من الرماد الملتهب والتي بلغت درجة حرارتها 500 سيليزية، والتي انتشرت بطريقة سريعة جداً حتى قامت بتغطية 7 أميال باتجاه الشاطيء، ويقول العلماء أنّ الرماد الناتج عن البركان قد وصل إلى تسعة أمتار باتجاه السماء، وقام بإخراج كمية هائلة من الحمم، وأنّ شدّة البركان كانت أقوى من انفجار قنبلة نووية، وبعد ذلك تساقطت كمية هائلة من الرماد حتى دفنت المدينة بكاملها لمسافة 75 قدماً.[٣]