مدينة وادان الموريتانية
مدينة وادان الموريتانية
تعتبر مدينة وادان من أهم المدن التاريخيّة في موريتانيا، بناها عثمان الأنصاري، ويعقوب القرشي، وعلي الصنهاجي، وذلك في عام 536هـ، من أجل الاستقرار والإقامة فيها، واتفقوا على موقعها نظراً لأهميته الاستراتيجية، حيث تقع على هضبة آدرار في شمال شرق موريتانيا بالقرب من بناء حجري ضخم يسمى قلب الريشات، وتقع على بُعد 170كم من مدينة أطار، كما أنها تبعد حوالي 93كم عن مدينة شنقيط.
كانت المدينة مركزاً علمياً مهماً، حيث يوجد فيها شارع الأربعين عالماً، وتتكون المدينة في الوقت الحاضر من جزأين: أحدهما غير مأهول بالسكان ويسمى المدينة القديمة التي تعتبر وجهة سياحية لكثير من السيّاح، حيث أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى جزء آخر مأهول بالسكان، وتوجد فيه العديد من المباني الإدارية الخاصة بالمدينة، وسميت المدينة بهذا الاسم لأنها تحتوي على واد من التمر.
أهمية مدينة وادان
كانت مدينة وادان من أهم المراكز التجارية في موريتانيا قديماً، حيث شكلت مركز تبادل تجاري بين القوافل المحملة بالذهب والملح، والعبيد القادمة من الساحل، وكذلك القوافل القادمة من شمال أفريقيا، وتعتبر ميناءً صحراوياً، ونظراً لأهمية موقعها كانت المدينة محط أنظار الغزاة والطامعين، فسيطر عليها البرتغاليون في عام 1484م، وخرجوا منها في عام 1491م، بعد أن بنوا مركزاً تجارياً كبيراً بالقرب منها، كما أنها اكتسبت أهميتها نظراً لوجود عدد كبير من العلماء فيها، من أمثال السالك ولد الإمام، وأيد القاسم، والطالب أحمد ولد طوير، وغيرهم، وكانت مركزاً علمياً زاخراً بمختلف أنواع العلوم.
سور مدينة وادان
اشتهرت المدينة بسورها العظيم الذي يتراوح ارتفاعه حوالي 85م، أما سمكه فيبلغ حوالي متر ونصف، وأُقيم بغرض الحماية من الأعداء، واللصوص، ويعتبر هذا السور من أهم المعالم الأثرية التي تميز المدينة.
الأزمات التي مرت بها مدينة وادان
- الفتنة الكبرى بين قبيلة إدو الحاج وقبيلة كنتة، والتي استمرت حوالي أربعين سنة، مما أدى إلى هجرة الكثير من العلماء من المدينة، وتدمير عدد من المكتبات.
- فتنة السعدديين وما خلفته من دمار، وخراب في المدينة.
- تحول التجارة إلى السواحل الأطلسية، والمناطق الجنوبية، مما أدى إلى تراجع حركة التجارة فيها.
- الاحتلال الفرنسي الذي قسم المدينة لقطع الاتصال بين الثوار في موريتانيا، والمغرب، والجزائر.
- العديد من موجات الجفاف التي ضربت المنطقة في القرن الماضي، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة منها إلى المدن الموريتانية المجاورة.
- تعرض المدينة لظاهرة التصحر التي أدت إلى اختفاء الأراضي الزراعية والرعوية.