مدينة توليدو في إسبانيا

توليدو

مدينة توليدو، أو طليطلية هي إحدى أهم المدن الإسبانية الشهيرة، والتي تقع في وسط إسبانيا على بعد سبعين كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة مدريد، وهي مُقامة على جبال مرتفعة تُحيط بها أودية عميقة، ويمر بين هذه الأودية نهر يُطلق عليه اسم نهر تاجوس، الأمر الذي زاد قوة المدينة، وحصانتها اتجاه الأعداء، وبلغ عدد سكاها 84,019، حسب إحصائيات عام 2012.

تسمية توليدو

تُعتبر توليدو من أقدم المدن في العالم، ويُقال أنّها بُنيت في زمن الإغريق، وازدهرت في زمن الرومان، حيث أحاطوها بالأسوار، وأنشؤوا بها المسرح، والجسر العظيم، وتمّ تطويرها في زمن الخلافة الإسلامية، فكانت بغاية الجمال حيث تمتزج بين الفن والعلم، وكان يُطلق عليها في القرون الوسطى اسم مدينة التسامح؛ ويعود السبب في ذلك إلى تعايش المسلمين، والمسيحيين، واليهود بها، وسُميت في العهد الروماني باسم توليدو، ومعناها بالرومانية المدينة المحصنة، وعُربت أيام الحكم الإسلامي إلى اسم طليطلة، وهي تعريب للإسم اللاتيني توليدوث، وأطلق العرب عليها اسم مدينة الأملاك؛ لأنّها كانت عاصمة مملكة القوط.

الفتح الإسلامي لمدينة توليدو

فُتحت مدينة توليدو على يد طارق بن زياد سنة 712م، وذلك بعد هزيمتهم للقوط في معركة وادي لكة، وبقيت توليدو تتميز بتفوقها السياسي على كافة مدن الأندلس، وفي زمن محمد بن عبد الرحمن الأوسط خرج عليه سكان توليدو فخرج إليهم بنفسه وألحق بهم الهزيمة، وازدهرت المدينة في عهده، وبرز فن العمارة.

وصف المؤرخون العرب مكانة هذه المدينة وعظمتها، ومن ذلك ما قد ذكره الحميري في كتابه (الروض المعطار في عجائب الأقطار)، حيث يقول: (وهي على ضفة النهر الكبير، وقل ما يرى مثلها إتقانا وشماخة بنيان، وهي عالية الذرى، حسنة البقعة)، ثمّ يقول في موضع آخر: (ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، وقلاع منيعة، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات)، واشتهرت المدينة بصناعة الفولاذ، وخاصة صناعة السيوف، وما زالت إلى الآن مركزاً لصناعة السكاكين، والصلب.

أهم معالم توليدو

  • كاتدرائية طليطلة: بُنيت كاتدرائية طليطلة بين عامي 1226-1493، وهي تشتمل على مكتبة كاتدرائية طليطلة التي تحتوي على ملايين الوثائق، والمخطوطات من القرنين الثامن، والحادي عشر.
  • القصر: والذي يعود إلى العهد الروماني، وقد تمّ ترميمه لأول مرة على يد الملك ألفونسو السادس، ثمّ رممه الملك ألفونسو العاشر، وأُعيد بناؤه على يد الملك كارلوس الخامس.
  • مسجد باب المردوم: وهو من أقدم المعالم في توليدو، وقد تمّ تحويله فيما بعد إلى كنيسة سُميت باسم كنيسة نور المسيح.