مدينة سرقسطة الإسبانية
مدينة سرقسطة
تشرف مدينة سرقسطة على نهر إبرة في الجزء الشمالي الشرقي من إسبانيا، وهي العاصمة الإدارية لكلّ من مقاطعة سرقسطة ومنطقة أراغون، وتمتد مساحتها إلى أكثر من 973.78كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو مئتي متر تقريباً، ووُصفت سرقسطة عبر التاريخ بأنّها من قواعد الأندلس، وتتميز بسعة شوارعها وحسن ديارها، وانتشار الجنات والبساتين فيها، وتُعرف باسم المدينة البيضاء.
تُعرف مدينة سرقسطة وتنفرد بخاصية لم يكن لها سابقة وهي عدم قدرة الثعابين على الدخول إليها، وفي حال جلبها عنوة تموت أيضاً واختلفت التفسيرات في ذلك؛ فمنهم من عزى ذلك لوجود طلسماً فيها، ومنهم من عزى ذلك لاستخدام الرخام في بنيانها وهو ملح الدراني.
تسمية مدينة سرقسطة
ورد ذكر المدينة في كتب المؤرخين بعدة مسميّات، فذكرها الحمري في كتابه روضة العطار؛ حيث فسر سبب تسميتها بالمدينة البيضاء بأنّه كان ينبعث منها دخان أبيض من قبرين لرجلين صالحين، بينما قال آخرون إنّ تسميتها بالمدينة البيضاء نظراً لدخولها في الإسلام دون حروب معارك.
أما تسميتها بسرقسطة فجاء نتيجة تعريب المسلمين لاسمها خلال فتحهم لمنطقة شبه جزيرة إيبيريا، وسماها المسلمون أيضاً بالثغر الأعلى نظراً لموقعها بالقرب من الحدود الشمالية للدولة الأندلسية.
اقتصاد مدينة سرقسطة
يقوم اقتصاد المدينة كلياً على زراعة الخضروات والفواكة بالدرجة الأولى، إلى جانب عدد من الصناعات الثقيلة ومنها صناعة القاطرات والسيارات، بالإضافة إلى الصناعات التعدينية كصهر البرونز والنحاس والحديد، كما يوجد في المدينة عدد من الصناعات الخفيفة كالصناعات الغذائية والنسيج والملابس، ويبرع سكان المدينة بالزخرفة وفن العمارة الظاهر على بنيان مدينتهم.
ثقافة مدينة سرقسطة
خرجت مدينة سرقسطة كوكبة من العلماء والفلاسفة ذات مكانة علمية مرموقة، ومن بينهم الفيلسوف ابن باجة، والفقيه الطروشي، والقارئ إسماعيل بن خلف، بالإضافة إلى عدد من النوابغ في الفلسفة والرياضيات والفلك ومن بينهم المقتدر أحمد بن هود وابنه المؤتمن يوسف.
تعتبر سرقسطة من المدن الزاخرة بالثقافة، فمن الدلائل على ذلك كان بروز حركة فكرية وأدبية قدمت أسماءً ذات قيمة خالدة دليلاً قطعياً على ازدهار الثقافة فيها، ومن بينهم فصحون السرقسطي صاحب كتاب شجرة الحكمة، وأبي الطاهر السرقسطي مؤلف كتاب الاكتفاء في القراءة.
المعالم الأثرية في مدينة سرقسطة
- قصر الجعفرية: يعتبر قصر الجعفرية من القصور التاريخية التي بُنيت في النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد، أي في القرن الخامس الهجري، وجاء ذلك بأمر من أمير سرقسطة المقتدر وهو عبارة عن قصر محصن، وتمكن بني اليهود العرب من الاستيلاء على القصر واتخذوا منه مقراً لهم، ويشار إلى أنّ القصر لا تقل أهميته عن جامع قرطبة وقصر الحمراء، نظراً لغزارة خزينته من المعارف بالفن الطائفي في نهاية استقلال أمراء الطوائف وصعود حكم المرابطين.
- الكنائس: ينتشر في المدينة عدداً من الكتائس والكاتدرائيات الفخمة، ومن بينها الكنسية الأكبر والأقدم في المقاطعة كنيسة البيلار، ودير سانت لوشيا، وكنيسة مريم المجدلية.