مدينة قلعة السراغنة
مدينة قلعة السراغنة
تُعتبر مدينة قلعة السراغنة مدينة مغربيّة تقع في شمال مراكش وتبعد عنها مسافة تقدّر بثمانين كيلومتراً، وهي عاصمة إقليم السراغنة، كما تعدّ مركزاً لمجموعة القبائل العربيّة التي توافدت عليها منذ القرن الثاني عشر، حيث كانت آخر هذه الهجرات هي هجرة القبائل الصحراويّة نحو كلّ من سهل الحوز والشاوية بحثاً عن الأعشاب الضروريّة لحياة المواشي.
اقتصاد المدينة
تبلغ مساحة هذا الإقليم ما يقارب عشرة آلاف وسبعين كيلومتراً، كما تتميز بوجود قنوات كبرى للسقاية والتي ساهمت بشكل كبير في وفرة المراعي وازدهار الفلاحة والزراعة، حيث اشتُهرت هذه المدينة بكثرة أشجار الزيتون التي تنتج ما يقارب ثلاثمئة ألف طنّ سنوياً من هذه الثمار، ويُعتبر زيت الزيتون المستخرج من منطقة وادي الأخضر من أفضل الزيوت التي يتم إنتاجها محليّاً، وتشتهر هذه المدينة باحتوائها على المياه الجوفيّة المُخزَّنة في باطنها، بالإضافة إلى المعادن الصناعيّة المتعددة وعلى رأسها الفوسفات.
تضاريس المدينة
تتميز هذه المدينة بأراضيها السهليّة الشاسعة ذات التربة الخصبة، ومناخها شبه جاف، وتخترقها عدة أنهار، وتقع سهولها ضمن سهول المغرب الداخليّة التي تصل مساحتها إلى ما يقارب الثلاثة آلاف وثلاثمئة وستين كيلومتراً، أما متوسط ارتفاعها عن سطح البحر فيبلغ حوالي أربعمئة أو خمسمئة متر، وتضم السراغنة العديد من الوحدات التضاريسيّة الأخرى منها الجبيلات، وهي عبارة عن جبال تكوّنت بفعل النحت، ولعلّ أهمّ ما يميزها أنّها صغيرة الحجم.
تحتوي قلعة السراغنة على الوادي الأخضر الذي يشكل ينحدر بشكل كبير من جبال الأطلس الكبير، ويبدأ منبع هذا الوادي بالقرب من جبل تاركديت، ويصب في وادي أم الربيع، ووادي أم الربيع هو الوادي الذي يمر بشكل محاذٍ لإقليم بني مسكن ويصب في سد المسيرة الذي يقع بالقرب من كلّ من دوّار سيدي علي بن النويتي، ودوّار ولاد بن الفقيه، كما تحتوي هذه المدينة على العديد من الوديان أهمها وادي كاينو، بالإضافة إلى وادي أمهاصر.
مناخ المدينة
يتميز مناخ هذه المدينة بأنّه مناخ قاري بشكل عام، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الشتاء؛ وذلك بسبب وجود الثلوج القريبة التي تغطي جبال الأطلس، أما في فصل الصيف فترتفع درجات الحرارة مع وجود هبات للرياح الشركيّة، كما قد تصل درجات الحرارة إلى ما يقارب خمس وأربعين درجة مئويّة في الظل، وتتساقط الأمطار بكميات قليلة على هذه المدينة، حيث يصل معدلها السنوي إلى ما يقارب المئتين وخمسين ملمتراً.