مدينة بنش
مدينة بنش
مدينة بنش هي مدينة سوريّة تابعة لمحافظة إدلب، وتتربع هذه المدينة فوق تل، وتبعد ما يقارب سبعة كيلومترات عن المدينة إدلب، حيث تحيط بها كروم الزيتون والتين من الشمال والغرب.
تشتهر هذه المدينة بكرومها وزيتونها وتينها، بالإضافة إلى جمال سهولها الزراعيّة الممتدة من جنوب المدينة وحتّى شرقها، ويعمل أهل هذه المدينة بالزراعة والتجارة، ويُعرفون بكرمهم وجودهم وطيبتهم.
كما تعتبر هذه المدينة واحدة من أهم المدينة التي تنتمي إلى محافظة إدلب؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنها تشكّل كحلقة وصل بين محافظة إدلب وباقي المحافظات الأخرى التابعة لنفس المحافظة، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة بنش.
الطبيعة في مدينة بنش
تقع هذه المدينة على تلةٍ يبلغ ارتفاعها ما يقارب الثلاثمئة وواحدٍ وسبعين متراً عن سطح البحر، وتتمتع هذه المدينة بمناخها المعتدل، حيث تصل فيها درجة الحرارة في فصل الصيف إلى ما يقارب الخمس وثلاثين درجةً مئويةً، كما تنخفض فيها درجات الحرارة في فصل الشتاء، وتبلغ مساحة الأراضي التابعة لها ما يقارب الخمسة عشر ألف هكتار.
لمحة عامّة عن مدينة بنش
ورد في اللغة السريانيّة القديمة أنّ كلمة بنش تقسّم إلى مقطعين أساسيين وهما: بن،ونش، والتي تعني مزرعة الأشبال أو الأسود، ويعتقد بأنّ هذه المدينة ظهرت لأول مرة إلى الوجود في في أثناء الحكم الروماني لبلاد الشام، حيث كانت تعتبر بنش بلدة رومانيّة شُيدت فيها العديد من المعابد والكنائس التي كان يستخدمها الرومان لأداء عباداتهم وطقوسهم الدينيّة، ولا زالت هذه الآثار والكنائس الرومانيّة ماثلةً إلى يومنا هذا إلا بعض الكنائس التي قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بتحويلها إلى مساجد.
من الأمثلة على هذه الآثار مسجد الجامع الكبير الذي يتميّز بأحجاره الأثريّة الضخمة، وقد أقيمت العديد من عمليّات الحفر والبناء والتشييد وسط هذه المدينة وتحديداً بجوار الجامع الكبير، وقد تم اكتشاف العديد من الآثار الرومانيّة أثناء عمليّة الحفر هذه، ولعل أهم هذه الآثار تيجان الأعمدة الرومانيّة، وبقايا سور بالإضافة إلى بعض القبور الرومانيّة.
ذكرت المصادر الأثريّة المتخصصة وجود قبور لثلاثة ملوك تابعين لمملكة إيبلا، وهي عبارة عن مملكة عريقة استوطنت سوريا، بالإضافة إلى ما سبق فإنّ هذه المدينة تحتوي على العديد من التلال الأثريّة مثل تل آفس، وتل دينيتا، بالإضافة إلى مبنى تم تشييده أثناء الحكم الفرنسي للمدينة، والذي يتميّز بجماله وروعته.
مدينة بنش في العصر الإسلامي
بعد قدوم الفتح الإسلامي في عام ستمئة وسبعةٍ وثلاثين من السنة الميلاديّة بقيت بنش تحمل الديانة المسيحيّة، لكن أغلبيّة أهلها أعلنوا إسلامهم في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي وذلك بعد خروج الفرنجة من المنطقة، وفي عهد نور الدين زنكي نالت هذه المدينة اهتماماً خاصّاً، إذ أُسس فيها العديد من الأوقاف والمنشآت الخيريّة كما يذكر التاريخ.