مدينة الأقزام في هولندا
مدينة الأقزام الهولنديّة
مدينة الأقزام أو ما تُسمّى بمدينة “مادورودام” أو هولندا الصغرى، وهي عبارة عن نموذج مُصغّر عن أهم المعالم السياحية والمظاهر الحياتية التي تتميز بها هولندا، وذلك بمساحة ألفي متر فيما تبلغ مساحة هولندا الحقيقية نحو ستةٍ وثلاثين ألف كيلو متر مربع، وتقع مدينة الأقزام في حي (سخيفننج) بمدينة لاهاي، على بُعد ثلاثة كيلومترات من بحر الشمال، وما أجمله من شعور أن يتمكّن السائح من زيارة مختصرة لأهمّ معالم البلد التي يذهب إليها في مدةٍ زمنية لا تتجاوز الساعتين، وتُعتبر مادورودام مزاراً سياحّياً يقصده أكثر من مليون سائح سنويّاً.
نشأة مدينة الأقزام
التقت سيدة هولنديّة تُدعى (بوون) بأحد أصدقائها ويُدعى (مادورو) في عام 1946م، حيث أخبرها هو وزوجته في ذلك الوقت بمقتل ولدهما الوحيد “جورج” أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان شعور الحزن يخيم على ثلاثتهم؛ ومع مرور الأيام فقد قرروا تخليد ذكرى جورج بإنشاء مدينة مُصغّرة عن هولندا، توضع فيها صورته كنصبٍ تذكاري، وفي شهر يوليو/تموز من العام 1952م تمّ الافتتاح الرسميّ لمدينة مادورودام؛ حيث قامت ملكة هولندا (جوليانا) في حينه، بتنصيب الأميرة (بياتريكس) كأوّل مُحافِظ لهذه المدينة.
معالم مدينة الأقزام
إنّ مدينة الأقزام أو ما تسمى مادورودام تتمتع بشعبية كبيرة لدى الهولنديين والزوار القادمين من الخارج أيضاً؛ فهي ليست مدينة مصغّرة فحسب؛ بل نموذج مُحترِف يُقدّم هولندا على حقيقتها بدقّةٍ عالية؛ فالسائح الذي يتنقل بين مجسمات مدينة الأقزام، مُحاطٌ كما الواقع بقنوات الماء من كل جهة، والجسور المقامة عليها، وطواحين الهواء لا سيّما في الريف الهولنديّ، والورود التي تُعرَف بها، ومزارع الأبقار، إلى جانب الأعداد الكبيرة من الدراجات المركونة على جوانب الطرقات والمثبتة بجوانب الجسور؛ فأغلب سكان هولندا يستخدمون الدراجات للتنقل أو (الترام) الذي يحمل أرقاماً تخص أحياءً بعينها.
هناك بعض السيارات الموجودة في الطرقات، وقوارب الماء والعبارات التي تسير في القنوات كما الواقع المعاش في هولندا، كما تُجسّد المدينة المصغرة أحد المطارات؛ وتحتوي على نماذج للطائرات والعربات التي تنقل حقائب المسافرين، وحتى مشاهد السوق تُقدمها هذه المدينة المصغرة، ولم تستثني مادورودام مدينة الملاهي؛ فقدمت لعبة العروسة والسفينة والقطارات والأحصنة الدوارة وغيرها من الألعاب، وكلّها تعمل وكأنّها حيّة فعلاً؛ وفي عربات الألعاب تتواجد مجسّمات الأطفال كما الحقيقة، والمقاهي في هولندا المصغرة عامرة بنماذج مُصغّرة من الرواد المفترضون لهولندا الحقيقية، ومادورودام هي مدينة تجارية حية؛ فترى شاحنة تنقل الزهور من المشاتل لبيعها، بينما تعمل إحدى الرافعات على حمل مواد البناء في مشاريع تحاكي حركة البناء الحقيقية، وعند زيارتك لمعالم المدينة ومرورك بجمهور مُحتشد، فاعلم أنه جمهور استاد الملاعب المجسمة في المدينة.
أهميّة مدينة الأقزام
يحاول القائمون على مشروع المدينة المصغرة نقل رسالة مهمّة للسائح مفادها؛ أن هولندا حية وجميلة وحيوية على الدوام، وهذه المدينة المصغرة تقدم لكم غيضاً من فيض الحياة ومظاهرها المتنوعة والمتطورة في هذا البلد، وإليكم بعض الملامح والأماكن التي تجسمها هذه المدينة المُصغرة:
- ساحة دام سكوير في امستردام: حيثُ تظهر في مدينة الأقزام الساحة الرئيسية في امستردام؛ وهناك مجسمات فعلية للطيور التي تبقى وسط الساحة، فيما تتواجد نماذج لأجساد الزوار وأهالي المدينة فيها أيضاً.
- برج يوروماست: ويقع في مدينة روتردام، وهو أعلى مبنى مفتوح للجمهور في هولندا، حيثُ يبلغ ارتفاعه مئةً وخمسةٍ وثمانين متراً، ويمكن التعرف على هذا المبنى في مدينة الأقزام، دون الاضطرار للسفر فعلياً إلى روتردام.
- القصر الملكي: ويقع في ساحة الدام وسط العاصمة امستردام، وهو أحد القصور الثلاثة التي تقيم بها العائلة الملكية بشكلٍ رسمي، وتقدم مدينة الأقزام مُجسماً عن هذا القصر الجميل، بكلّ التفاصيل الدقيقة التي تجعل السائح يشعر وكأنه أمام هذا القصر فعلاً.
- نماذج للمباني السكنية في هولندا؛ حيثُ تحتوي مدينة الأقزام على نماذج للمباني السكنية الموجودة في المدن الهولنديّة لا سيّما المدن الكبرى؛ كامستردام ولاهاي وروتردام؛ ما يمنح الزائر أثناء تجواله بين ملامحها المصغرة، فرصة للتعرّف على عراقة المباني والبيوت الهولنديّة وجمال تصميمها العمراني.