مدينة مومباي الإيطالية
مدينة مومباي
مومباي مدينةٌ رومانيّةٌ قديمة جداً، تقعُ على قمّة جبل (بركان فيزوف) الشاهقة، والتي ترتفعُ حواليْ 1200م عن سطحِ البحر، كانت هذه المدينة صغيرة جداً، يصلُ عددُ سكانها إلى ما يقارب عشرين ألف نسمة، وبعد البركان الذي ثار ودمّرها عام 79م لم يبقَ منها سوى آثارِها، وبقيت المدينة تحتَ الرماد لمدّة ألفٍ وستمائة عام، إلى أنْ اكتُشفتْ في القرن الثامن عشر، بعد اكتشافِ مدينة هركولانية التي دُمِّرت قبلَها.
دمار مدينة مومباي
هناك بعضُ الأشخاص الذين نجوْا من البركان الذي اجتاحَ المدينة، والذين قاموا بشرح الفاجعة، حيث يقولُ أحدهم إنّ البركان بدأ يثور ظُهر اليوم الرابع والعشرين من شهر أغسطس لعام 1979 م، فبدأت السحب الدخانيّة السوداء تتصاعدُ شيئاً فشيئاً حتّى غطّتْ سماءَ المدينة، فحل عليها الظلام حتّى تحوّل نهارُها ليلاً، فحاولَ بعض السكان الهربَ والفرار عن طريق البحر قبل وصول البركان إليهم، ومنهم من قرّر البقاء في البيوت للاحتماء بها.
من هؤلاء الذين وافاهمُ الحظّ هو شاهدُ العيان بليني الصغير، حيث يقول: كانت السماءُ سوداء، وكانت الحممُ البركانيّة تنهالُ على المدينة من كلّ صوب، وأمواجُ البحر أغرقتِ البيوت، فقام عمّي بليني الأكبر بالذهاب للبحر لاستكشافِ الظاهرة، لكنّه لم ينجحْ في ذلك؛ فقد وافتْه المنيّة هناك، نتيجةَ الاختناقِ من الغازات المنبعثةِ من البركان.
تحذيرات الإمبراطور نيرون
كشفت الحفريّات الأثرية الأجزاء العميقة عن تعرّض المدينة لزلازل وهزّات أرضية وقعت عليها قبل ثوران البركان فيها، وهذا يؤكّدُ صحة الأقوال التي بينت أنّ سكان المدينة لم يكترثوا للتحذيرات التي بلّغها لهم الإمبراطور الروماني نيرون، والذي تنبّأ بحدوث مثل هذه الظاهرة للمدينة، كما أنّهم لم يعيروا ذلك اهتماماً كما فعلوا قبل سبعةَ عشر عاماً عند تعرّض المدينة لزلزالٍ مدمّر.
اكتشاف مدينة مومباي
بقيت المدينة مخفيّة تحت الحطام لمدّة ألف وسبعمائة عام، حتّى جاء اليوم الذي عثر عليها أحدُ المهندسين أثناء قيامه بحفر قناة مياه في المنطقة، فقام بعمليّات الحفر والتنقيب، حتى اكتشف جثثاً متحجّرة لأشخاص ماتوا بهيئاتهم ووضعيّاتِهم نفسِها، فمنهم من كان نائماً، ومنهم من كان على الشاطئ، وهذا يدلّ على سرعة وفجائيّة انفجار البركان، كما أكدّ خبير الآثار “باولوا بيثرون” بمعاونة من صديقه عالم البراكين “جو سيفي” أنّ أهل المدينة قد هلكوا جرّاء تعرّضِهم لموجات حارة من الحمم الرماديّة الملتهبة، ويقول أيضاً إنّ هذا الانفجار يُقدّر بانفجار قنبلة نوويّة هائلة، مما أدّى إلى تساقط الرماد عليهم، حتّى طمرهم تحتَ الأرض بعمقِ خمسةٍ وسبعين قدماً.